الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

منبر المحراب- السنة التاسعة عشر - العدد:961- 26 ذو القعدة 1432 هـ الموافق 25 تشرين الأول 2011م
إمامة الجواد عليه السلام وصغر سنّه

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

إمامة الجواد عليه السلام وصغر سنّه

محاور الموضوع ألرئيسة:
1 ـ موقع الإمامة عند شيعة آل البيت عليهم السلام.
2 ـ البركة العظمى.
3 ـ حيرة في إمامة الصغير.
4 ـ الحجج البالغة.

الهدف:
الاطلاع على المصاعب التي واجهت الإمام الجواد عليه السلام وشيعته في أوائل عمره، وكيفية مواجهتها.

تصدير الموضوع:
قال الرضا عليه السلام عن الجواد عليه السلام: "هذا المولود الذي لم يولد مولود أعظم بركة على شيعتنا منه" 1.

موقع الإمامة عند شيعة آل البيت عليهم السلام

تُعتبر الإمامة امتداداً متصلاً للخط النبوي المتصل بدوره بالوحي الإلهي، في سبيل قيادة الأمة باتجاه تحقيق الأهداف الإلهية العليا. وهي كذلك المنبع الفيَّاض للفكر الإسلامي الأصيل المتمثّل بالثقل الأصغر، والمستقي إحكامه ونقاءه وحقّانيته من تلازمه مع القرآن الكريم، حيث يمثّل الأول الثقل الأصغر، ويمثّل الثاني الثقل الأكبر، وهما لن يفترقا حتى يردا الحوض على رسول الله صلى الله عليه وآله.

من هنا، فإنّ الشيعة الإمامية، علماء وعامة، اهتموا بهذا الموقع أيّما اهتمام، وبالغوا في تحرّي كل شرائطه وخصوصياته، والتعمّق في كل من يتصل بهذا الموقع من قريب أو من بعيد، واعتبروا أنّ الذي يقوم في مقام رسول الله صلى الله عليه وآله في هذا الموقع، لا بدّ أن يكون شخصية كاملة متكاملة، لا يعتريها أيّ نقصٍ من أيّ جانب، ولا تحوم حولها أية شكوك، ولا تقع هي في معرض سهام الإنتقاص، وفي دائرة حراب التساؤلات غير البريئة. ومن هنا جاءت تلك العاصفة من التشكيكات والتساؤلات حول إمامة الإمام محمد الجواد عليه السلام، لما لصغر السنّ من مدخلية في هذا المضمار، حيث إنّ ذلك ـ وإن لم يكن مخالفاً للعقل، إلا أنه ـ مخالف لما جرت عليه العادة.

البَرَكة العُظمى

إنّ الإمام الرضا أبا الجواد عليهما السلام، تأخّر حتى ينجب ذرية، مما دفع الشيعة إلى الخوف من مصير ما بعد الإمام عليه السلام، وهذا ما خلق ذريعة لفرقة الواقفية (الفرقة التي توقفت عند إمامة الكاظم عليه السلام) لإنكار إمامة الرضا عليه السلام. فقد كتب الحسين بني قياما ـ وهو من قادة هذه الفرقة المنحرفة ـ إلى الإمام الرضا عليه السلام كتاباً يقول فيه: "كيف تكون إماماً وليس لك ولد؟! فأجابه أبو الحسن الرضا عليه السلام شبه المغضب: وما علمك أنه لا يكون لي ولد؟ والله، لا تمضي الأيام والليالي حتى يرزقني الله ولداً ذكراً يفرق به بين الحق والباطل"2 .

قال في الكافي في محل آخر: "فولد له بعد سنة أبو جعفر"3 .

ويقول أبو يحيى الصنعاني: "دخلت على أبي الحسن الرضا عليه السلام وهو بمكة، وهو يقشّر موزاً ويطعم أبا جعفر عليه السلام ، فقلت له: جعلت فداك، هو المولود المبارك؟ قال عليه السلام: نعم يا يحيى، هذا المولود الذي لم يولد في الإسلام مثله أعظم بركة على شيعتنا منه"4 .

وقال ابن أسباط وعبّاد بن إسماعيل ، وهو من أصحاب الرضا عليه السلام: "إنّا لعند الرضا عليه السلام بمنى، إذ جيء بأبي جعفر عليه السلام ، قلنا: هذا المولود المبارك؟ قال: نعم، هذا المولود الذي لم يولد في الإسلام أعظم بركة منه" 5.

حيرة في إمامة الصغير

قال أبو جعفر الطبري وهو من علماء الإمامية: "ولمّا بلغ سنّه ـ (الإمام الجواد عليه السلام)ـ ست سنوات وبضعة أشهر، قتل المأمون أباه، فحار الشيعة، ووقع الخلاف بين الناس، واستصغروا سنّ أبي جعفر واحتارت الشيعة في البلاد" 6.

وقال النوبختي: "وكان سبب الفرقتين اللتين ائتمّت واحدة منهما بأحمد بن موسى ـ أخي الإمام الرضا عليه السلام ـ، ورجعت الأخرى إلى القول بالوقف: أنّ أبا الحسن الرضا عليه السلام توفي، وابنه محمد ابن سبع سنين، فاستصبّوه، واستصغروه، وقالوا: لا يجوز الإمام إلا بالغاً" 7.

الحجج البالغة

وقعت الأسئلة والاستفهامات الكبيرة من قبل الكثير من العلماء الموالين، فضلاً عن عامة الناس، في قضية صغر سنّ الإمام الجواد عليه السلام عند استشهاد والده وتحمّله أعباء الإمامة والولاية، وهو ابن ست أو سبع أو ثماني سنين وعلى اختلاف الروايات. فقام الأئمة بالتصدي للإجابة على هذه الاستفهامات، من ذلك ما رواه صفوان بن يحيى الجمّال، قال: قلت للرضا عليه السلام: قد كنّا نسألك قبل أن يهب الله لك أبا جعفر عليه السلام ، فكنت تقول: يهب الله لي غلاماً، فقد وهبه الله لك، فأقرّ عيوننا، فلا أرانا الله يومك. فإنْ كان كون، فإلى مَنْ؟ فأشار بيده إلى أبي جعفر عليه السلام وهو قائم بين يديه، فقلت: جُعلت فداك، هذا ابن ثلاث سنين؟! فقال: "وما يضرّه من ذلك فقد قام عيسى عليه السلام بالحجة وهو ابن ثلاث سنين" 8.

وكذلك فعل أصحاب الأئمة الأجلاّء أيضاً، فقد روى محمد بن الحسن بن عمار قال: كنت عند علي بن جعفر بن محمد ـ عم الرضا عليه السلام ـ جالساً بالمدينة، وكنت أقمت عنده سنتين أكتب عنه ما يسمع من أخيه ، أبي الحسن الكاظم عليه السلام ـ، إذ دخل عليه أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليه السلام المسجد ـ مسجد الرسول صلى الله عليه وآله ـ فوثب علي بن جعفر بلا حذاء ولا رداء، فقبّل يده وعظمّه. فقال له أبو جعفر عليه السلام: يا عمّ، إجلس رحمك الله. فقال: يا سيدي، كيف أجلس وأنت قائم؟! فلمّا رجع عليّ بن جعفر إلى مجلسه، جعل أصحابه يوبّخونه، ويقولون: أنت عمّ أبيه، وأنت تفعل به هذا الفعل؟ فقال: اسكتوا، إذا كان الله عزَّ وجلَّ ـ وقبض على لحيته ـ لم يؤهّل هذه الشيبة وأهّل هذا الفتى ووضعه حيث وضعه، أنكر فضله؟! نعوذ بالله مما تقولون، بل أنا له عبد"9 .

وكان جواب الريّان بن الصلت لمن شكّك: "إن كان أمره من الله، فلو أنه كان ابن يوم واحد، لكان بمنزلة الشيخ وقوته. وإن لم يكن من عند الله، فلو عمّر ألف سنة، فهو واحد من الناس" 10.

وقد استدّل الجواد عليه السلام: "باستخلاف داوود عليه السلام لسليمان وهو صبي يرعى الغنم بوحي من الله"11 .

إلى الكثير من الردود القرآنية التي قطعت الطريق على المشككين والمرتابين.


1-الكافي، ج1.
2-أصول الكافي للشيخ محمد بن يعقوب الكليني، ج1، ص320، كتاب الحجة، باب الإشارة والنص على أبي جعفر عليه السلام ، ج4 والإرشاد للشيخ المفيد، ص318، وكشف الغمة للإربلي، ج3، ص142.
3- نفس المصدر، ص321، ح7.
4- فروع الكافي، ج6، ص361.
5-بحار الأنوار، ج50، ص20.
6- دلائل الإمامة لأبي جعفر بن رستم الطبري، ص304.
7-النوبختي في فرق الشيعة، ص97 ـ 98.
8-الكافي، ج1، ص321، ح10.
9-أصول الكافي، ج1، ص322، ح12.
10-إثبات الوصية للمسعودي، ص213 ـ 215.
11-الكافي، ج1، ص314.

28-10-2011 | 05-06 د | 3520 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net