محاور الموضوع ألرئيسة:
1- لا تفسدوا رياحين الديار.
2- كيف نجني ثماراً طيبة؟
أ- مع الستلايت.
ب- مع الأنترنت.
الهدف:
بيان القواعد التي تساعد الأهل في بناء منظومة التحكّم والسيطرة على علاقة الأبناء بالستلايت والأنترنت.
تصدير الموضوع:
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : "الولد الصالح ريحانة من الله قَسَّمها بين عباده" .1
لا تفسدوا رياحين الديار:
يسعد الأبوان في رؤية الأولاد يلتزمون جادة الهدى والصلاح، مجانبين للفساد والانحراف والضياع. لكن عند النظر إلى وسائل الفساد- أو التي تكون مدخلاً لإبراز الفساد وتعزيزه- نجدها متوفرة وموجودة بين أيدي الأبناء. هي وسائل صارت من مستلزمات الحياة العصرية، لا غنى عن وجودها وتهيئتها بين أيدي الجميع. ويعلم الأهل بإمكانيات الضرر الكبيرة التي توصل إليها، رغم أنهم يعلمون أنَّ صلاح الولد المعين على الدارين من بواعث سعادة الأبوين. ففي الحديث عن الإمام علي بن الحسين عليه السلام : "من سعادة الرجل أن يكون له ولد يستعين به" .2
ورغم أنه يعلم أنّ الولد الصالح وردة تبعث ريحها وعبقها في كل محيطها. فعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : "الولد الصالح ريحانة من الله قَسَّمها بين عباده" .3
إلاّ أن الكثير من الأهل يضعون هذه الوسائل بين أيدي أبنائهم من دون النظر إلى قواعد السلامة والاستفادة الصحيحة منها، رغم أنهم قد يسيئون إلى أبنائهم في ذلك. ونحن كلنا نعلم حجم الضرر الذي قد تلحقه هذه الوسائل بالأبناء، ونعرف مستوى الخطر الذي يحيط بهم عند اختلائهم أو عند استفادتهم من هذه الوسائل. ورد عن الإمام علي بن الحسين عليهما السلام في سياق إظهار حق الولد: "... فاعمل في أمره عَمَل من يعلم أنه مُثابٌ على الإحسان إليه، معاقب على الإساءة إليه" .4
كيف نجني ثماراً طيبة؟
لقد جُعلت الوسائل العصرية للتواصل مع العالم كونه قرية كونية صغيرة، بما فيها من معارف وثقافات وعادات وتقاليد، وسدٍّ للحاجات وكسب للأوقات.. والمال، وبما فيها أيضاً من سُبُل للهداية والانحراف، واستثمار الطاقات وهدرها، وتوثيق الروابط مع الآخرين وتفكيكها. كلُّ ذلك صلاحه وفساده مرهونٌ بمنظومة السيطرة والتحكم من قِبَل الأهل. فكيف نتعامل مع وجود هذه الوسائل في دُورِنا وأوساطنا. حتى نمكِّن أنفسنا وأبناءنا من الاستفادة منها بشكل صحيح، وعدم إيقاع الأضرار الفادحة والوقوع في المخاطر الكبيرة؟!
أ- مع الستلايت:
وهو الذي يجعل من التلفزيون جهازاً يستقبل كل أقنية العالم عبر الأقمار الصناعية، ولا تخفى فوائد وأخطار هو المستوى من استحضار العالم إلى داخل الغرفة. لقد قمنا بجمع مجموعة من الأبحاث والدراسات التي أجراها متخصصون وباحثون وقمنا بتلخيص مجموعة القواعد التي تحدّ من أضرار هذا الجهاز على الأسرة وعلى نفس المشاهد بدنياً ومعنوياً وروحياً، فكانت على هذه الهيئة.
1- أن لا تكون فترة المشاهدة طويلة: سواء أكان في مجموع الفترة خلال اليوم، بحيث يشكّل هذا الجهاز مُحرِّكاً ومُوجِّهاً لأفراد الأسرة، ومعياراً يتمّ على أساس مادته ترتيب البرنامج اليومي للأسرة والأفراد وسواء من جهة فترة المشاهدة المتواصلة بحيث لا تزيد عن ساعة إلى ساعتين على أبعد حدٍّ، لأنّ التقلّصات البدنية من جهة والأضرار التي تلحق بالعينين من جهة ثانية، تؤثر كثيراً في فعالية البدن وسلامة العينين.
2- تأمين مصادر معرفة بديلة ومتنوعة: بحيث لا تنحصر مصادر المعرفة الجاذبة بالتلفاز بما في المصادر البديلة من تركيز للأفكار من جهة، وقدرة تحكم بالمادة واختيار العناوين من جهة أخرى.
3- أن لا يصبح التلفاز مادة للثواب والعقاب بالنسبة للأبناء، بحيث يصبح قيمة بذاته، بمعزل عن دوره البنّاء أو الهدّام، وبالتالي تصبح إمكانية تخليص الأبناء من التعلّق بهذا الجهاز قضية مستعصية.
4- حجب الأقنية التي تروج مواد العنف المبالغ فيه، والمواد الخادشة للحياء، من خلال تشفيرها أو بالوسائل المعروفة لدى أهل الاختصاص.
5- تأمين وسائل اللعب والمرح والترويح عن النفس: من خلال ربط الأبناء بالهيئات الكشفية والجمعيات ذات الأعمال التطوعية، ومن خلال إخراج الأبناء من البيت في زيارات للأرحام والأصدقاء والجيران، ومن خلال الرحلات التي تجمع إلى ما ذكرنا المرح والتسلية والترفيه عن النفس، بالوسائل المباحة والمحلّلة.
6- أن يكون الأهل قدوة في التعامل مع هذا الجهاز: بحيث يطبقون تلك القواعد المذكورة وأن يكونوا واضحين وشفافين بشكل يجعل أبناءهم لا يرتابون فيما يشاهده الآباء، تثير فيهم الفضول ويذهبوا بالتالي خفاءً لمشاهدة أو محاولة مشاهدة البرامج التي يظنون أنّ أهلهم يشاهدونها، فيقعون في منزلقات المواد المحظورة والخطيرة.
ب- مع الآنترنت:
أما بالنسبة للأنترنت فإنّ هناك قواعد مشتركة مع الستلايت، والتلفزيون في الحفاظ على منظومة التحكّم والسيطرة، ويمكن القول إنّ كل القواعد التي تحدثنا عنها في التعامل مع الستلايت والتلفاز، نستفيد منها مع الأنترنت، لكن بما أنَّ الأنترنت وسيلة تفاعلية فإنه يضاف إلى ما قدّمنا بعض القواعد الأخرى:
1- الحرص على معرفة إلمام الأبناء بالأنترنت ومستوى المعرفة بالكمبيوتر وهذا العالم الافتراضي، ولا تتصرّفوا بعقلية القاضي والتهيؤ للإجابة على كافة أسئلة الأبناء.
2- تحصيل معرفة كافية بالكمبيوتر والأنترنت: حتى لا يتمكّن الأبناء من الكذب والتدليس وإخفاء الأشياء.
3- رفع جهاز الحاسوب في مكان مكشوف، يمكن من خلاله رؤية ما يشاهد الأبناء.
4- استخدام وسائل تصفية المواقع والمراقبة الحديثة، لحجب المواقع المنحرفة.
5- تعزيز لغة الحوار لبناء الثقة المتبادلة مع الأبناء، وهذا لعله أحد أهم القواعد المطلوب اتباعها.
6- الإطّلاع على المواقع المفضّلة لدى الأبناء، وتصفّح المواقع المرتادة من قبلهم، وذلك في ظل غيابهم، والتعرّف على الجهات والأشخاص الذين يتواصل معهم الأبناء. إضافة إلى قواعد أخرى.
1- الكافي، ج6، ص2.
2- بحار الأنوار، للشيخ محمد باقر المجلسي، ج104، ص100.
3- الكافي، ج6، ص2.
4- كتاب الأمالي، للشيخ الصدوق، ص451.