نَاهِيكَ بِالقَاسِمِ ابْنِ المُجْتَبَى حَسَنٍ
كَأَنَّ بِيضَ مَوَاضِيهَا تُكَلِّمُهُ
لَوْ كَانَ يَحْذَرُ بَأْسَاً أَوْ يَخَافُ وَغًى
مَا عَمَّمَتْ بَارِقَاتُ البِيضِ هَامَتَهُ
أَلَا غَدَاةَ رَأَتْهُ وَهْوَ فِي سِنَةٍ
وَتِلْكَ غَفْوَةُ لَيْثٍ غَيْرَ مُكْتَرِثٍ
فَخَرَّ يَدْعُو فَلَبَّى السِّبْطُ دَعْوَتَهُ
تَقَشَّعَتْ ظُلُمَاتُ الخَيْلِ نَاكِصَةً
وَإِذْ بِهِ حَاضِنٌ فِي صَدْرِهِ قَمَراً
وَافَى بِهِ حَامِلاً نَحْوَ المُخَيَّمِ والـ
تَخُطُّ رِجْلاهُ فِي لَوْحِ الثَّرَى صُحُفاً |
مُزَاوِلِ الحَرْبِ لَمْ يَعْبَأْ بِمَا فِيهَا
غِيدٌ تُغَازِلُهُ مِنْهَا غَوَانِيهَا
مَا انْصَاعَ يُصْلِحُ نَعْلاً وَهْوَ صَالِيهَا
فَاحْمَرَّ بِالأَبْيَضِ الهِنْدِيِّ هَامِيهَا
عَنِ الكِفَاحِ غَفُولُ النَّفْسِ سَاهِيهَا
مَا نَالَهُ السَّيْفُ إِلَّا وَهْوَ غَافِيهَا
فَكَانَ مَا كَانَ مِنْهُ عِنْدَ دَاعِيهَا
فُرْسَانُهَا عَنْهُ وَانْجَابَتْ غَوَاشِيهَا
يُزَيِّنَ الطَلْعَةَ الغَّراءَ دَامِيهَا
آمَاقِ فِي وَجْهِهِ حُمْرٌ مَجَانِيهَا
الدَّمْعُ مُنْقِطُهَا وَالقَلْبُ تَالِيهَا |