بسم الله الرحمن الرحيم
من المواضيع المستجدة والتي ينبغي على المبلغ مواكبتها، معرفة موقع الكتاب الإلكتروني وقيمته وأهميته في تحصيل المعرفة، ومعرفة بعض سلبياته خصوصاً أنه بات منافساً جدّياً للكتاب الورقي.
ما هو الكتاب الإلكتروني؟
بداية ينبغي إعطاء تعريف مختصر للكتاب الإلكتروني حتى يسهل التحدث عنه ومقاربة إيجابياته وسلبياته.
الكتاب الإلكتروني (e-book) هو ذلك الكتاب الذي يمكن قراءته من خلال الوسائط الإلكترونية المختلفة، مثل: الكومبيوتر والجهاز اللوحي، والهاتف الذكي. والكتاب الإلكتروني الذي عادة ما يكون نسخة إلكترونية عن كتاب ورقي، إما أن يكون عبارة عن قالب إلكتروني مصور عن كتاب ورقي، فيكون حينئذ متطابقا مع الكتاب الورقي في كل التفاصيل حتى الفنية والشكلية، وإما أن يكون نسخة غير مصورة، فتكون المطابقة فقط في الكلمات والعبارات دون التصميم والتنسيق الفني للكتاب الورقي.
وتحتاج هذه الكتب الإلكترونية إلى برامج لقراءتها، وتختلف هذه البرامج تبعاً للصيغة الرقمية التي إنشئ من خلالها الكتاب الإلكتروني.
وعلى كل الأحوال، يبقى هذا الشرح قاصراً عن بيان ماهية الكتاب الإلكتروني بشكل واضح وجلي ما لم يطلّع القارئ الكريم على النماذج التطبيقية له وبشكل مباشر.
مزايا الكتاب الإلكتروني:
يمتاز الكتاب الإلكتروني بمزايا يفقدها الكتاب الورقي، وهذا ما يجعل منه عنصراً فاعلاً في تلقي المعرفة بالنسبة للباحث والقارئ، وأهم هذه المزايا هي:
1- إمكانية تخزين عدد كبير جداً من الكتب (بالآلاف) في جهاز يقارب وزنه وزن كتاب ورقي واحد. وبالتالي، يمكن لأي شخص أن يحمل معه أينما ذهب مكتبة معرفية ضخمة ولكنها خفيفة الحمل.
2- تتوفر على الشبكة العنكبوتية كتب نادرة، صارت مفقودة ورقياً، أو أن الحصول عليها متعذر، وبالتالي، يمكن لأي باحث الوصول إلى الكثير من المصادر المهمة والقيمة وهو جالس في مكتبه.
3- يوفر الكتاب الإلكتروني على الباحث الكثير من المال، وهو يعتبر مهماً جداً خصوصاً لذوي الدخل المحدود والذين يشكل اقتناء الكتاب الورقي بالنسبة لهم عبئاً مادياً لا يمكن تحمله. ويضاف إلى ذلك، ارتفاع أسعار المطبوعات الورقية التي لم تعد مدعومة من قبل الدول كما كان الوضع في السابق. إن الكتب الإلكترونية إما أنها متوفرة بشكل مجاني، أو أنها متوفرة بأسعار مقبولة ويمكن تحملها، وبالتالي، يتم ابتياعها عبر خدمات التجارة الإلكترونية على شبكة الانترنت.
4- يوفر الكتاب الإلكتروني من القسم الثاني – أي غير المصور بالماسح الضوئي – ميزة البحث والتنقيب في محتوياته، مما يمنح الباحث القدرة على الوصول إلى المعلومات المطلوبة بشكل سريع.
5- لا يحتاج الكتاب الإلكتروني إلى الإنارة الخارجية للقراءة، لتضمنه شاشة مضيئة يمكن التحكم بمدى سطوعها، وتوفر للقارئ القدرة على المطالعة ليلاً وعلى السرير من دون الحاجة لتشغيل إنارة الغرفة.
سلبيات الكتاب الإلكتروني:
1- يحتاج التعامل مع الكتب الإلكترونية والإجهزة المشغلة لها إلى شئ من الخبرة في هذا المجال. فإدخال هذه الكتب ومعرفة الوسائط والتطبيقات بات أمراً ضرورياً لا غنى عنه للمثقف والقارئ. وعليه صار من اللازم رفع الامية على أقل تقدير في مجال التعرف على التقنيات الحديثة والتطبيقات المستعملة فيها.
2- القراءة من خلال الشاشات المضيئة حتى مع تخفيض حجم السطوع قد يعد متعباً لبعض العيون، وبالتالي لا يصمد القارئ كثيراً أمام الكتاب الإلكتروني كما هو الحال مع الكتاب الورقي.
3- يحتاج الجهاز القارئ للكتب الإلكترونية إلى شاحن كهربائي كلما نفذت شحنته، وهذا يعني إمكانية تعطّل عملية القراءة والبحث بحال تلف البطارية أو التواجد في مكان لا تتوفر فيه طاقة الشحن الكهربائي.
في الختام لابد من التأكيد على أن هذه المزيا وهذه السلبيات هي ليست على سبيل الحصر، ولكنها الأبرز والأهم، ويبقى أن نتكلم في مقالة لاحقة عن مزايا ومكانة الكتاب الورقي في خضم هذه الثورة على صعيد التقنيات الرقمية.
فرع إعداد المواد في موقع المنبر