ساحة القلم
يحتل القلم والكتابة مكانة خاصة في عصر الإعلام بالإضافة إلى حضور هذين الأمرين الواضحين في ساحة التبليغ والتبادل الثقافي، وهما أساس بعض الفنون الجديدة كصناعة الأفلام...ويمكن الاستفادة من القلم في مجالات متعددة على المستوى الكتابي أمثال: الشعر، النثر الأدبي، القصة، الترجمة، المقال... حيث يلعب كل واحد من هذه المقولات دوراً خاصاً في الخطاب.أما المسألة الهامة في خصوص القلم والكتابة هو أن أدب كل عصر يختلف عن الآخر. قال الإمام علي عليه السلام: "لا تقسروا أولادكم على آدابكم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم".يتضح من خلال هذا الحديث الشريف أن العادات والآداب في كل زمان تختلف عنها في زمان آخر وبالتبع ستختلف لغة وكتابة أدبيات كل عصر عن الآخر أيضاً، من هنا يجب على المرء أن يتعلم لغة وأدبيات المرحلة التي يعش فيها. مما لا شك فيه أن العالم اليوم يختلف من الناحية الأدبية عن العالم في القرن التاسع عشر، لا بل النصف الثاني من القرن العشرين ليس كالنصف الأول.أما اللسان والكتابة فهما وسيلتا ارتباط الخلائق فيما بينها ووسيلتا نشر الفكر، ولكل عصر لغة معينة وأسلوب كتابة خاص، ويجب مخاطبة الخلق باللغة والكلمة التي تفهمها. أما كيف بقيت الساحة الثقافية الإسلامية غافلة عن هذا الأمر بحيث لا نرى أي تحول على مستوى اللغة والأدب الذي نتحدث به؟ إن جيل اليوم يعيش مع لغة جديدة وأدبيات جديدة فكيف يمكننا مخاطبتهم بلغة وأدبيات القرون الماضية، لا بل ما زلنا نطبع كتبنا على نفس الوتيرة السابقة وبنفس اللغة القديمة... وكما أن بعض الوسائل التي كانت تستعمل في القديم كالمصباح الزيتي أصبح متروكاً كذلك يجب ترك الأسلوب واللغة القديمة لأنها لم تعد تتناسب مع لغة وأدبيات العصر. يشير التاريخ المشع للشيعة إلى أن العلماء الذين نهلوا معارفهم من معارف القرآن والعترة لم يألوا جهداً في الدفاع عن الثغور العقائدية والثقافية فشكلوا سداً منيعاً أمام السموم التي كان يطلقها الأعداء. وتؤكد الكتابات التي تركوها والتاريخ الذي سجلوه إلى أنهم استعانوا بأساليب مختلفة ومتعددة للقيام بوظيفة التبليغ.
مجلة مبلغان