الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
الخطاب الثقافي التبليغي رقم (21): يا مولانا يا صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه) الخطاب الثقافي التبليغي رقم (20): غيرة اهل الايمان الخطاب الثقافي التبليغي رقم (19): إن مع التضحية نصراً الخطاب الثقافي التبليغي رقم (18): هيهات منّا الذلّةالخطاب الثقافي التبليغي رقم (17): ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ

العدد 1639 19 ربيع الثاني 1446 هـ - الموافق 23 تشرين الأول 2024 م

التضحية في سبيل الله

القتال من أجل الأهداف الإلهيّةمراقباتالوحدة تعني التأكيد على المشتركات«يا لَيتَنا كُنّا مَعهُم»
من نحن

 
 

 

التصنيفات
إطلالة على أساليب القيادة عند الإمام الهادي-ح2
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

ج ـ السلوك الكريم
... سعى البطحائي بأبي الحسن عليه السلام إلى المتوكل فقال: عنده سلاح وأموال، فتقدم المتوكل إلى سعيد الحاجب أن يهجم ليلاً عليه، ويأخذ ما يجد عنده من الأموال والسلاح، ويحمل إليه.فقال إبراهيم بن محمد: قال لي سعيد الحاجب: صرت إلى دار أبي الحسن عليه السلام بالليل، ومعي سلم، فصعدت منه إلى السطح، ونزلت من الدرجة إلى بعضها في الظلمة، فلم أدر كيف أصل إلى الدار فناداني أبو الحسن عليه السلام من الدار: "يا سعيد مكانك حتى يأتوك بشمعة فلم ألبث أن أتوني بشمعة" فنزلت فوجدت عليه جبة من صوف وقلنسوة منها وسجادته على حصير بين يديه وهو مقبل على القبلة فقال لي: دونك بالبيوت.فدخلتها وفتشتها فلم أجد فيها شيئاً، ووجدت البدرة مختومة بخاتم أم المتوكل وكيساً مختوماً معها، فقال أبو الحسن عليه السلام : دونك المصلى فرفعت فوجدت سيفاً في جفن غير ملبوس. فأخذت ذلك وصرت إليه. فلما نظر إلى خاتم أمه على البدرة بعث إليها، فخرجت إليه، فسألها عن البدرة فأخبرني بعض خدم الخاصة أنها قالت له: كنت نذرت في علتك إن عوفيت أن أحمل إليه من مالي عشرة آلاف دينار فحملتها إليه وهذا خاتمك على الكيس ما حركها. وفتح الكيس الآخر وكان فيه أربع مائة دينار، فأمر أن يضم إلى البدرة بدرة أخرى وقال لي: احمل ذلك إلى أبي الحسن واردد عليه السيف والكيس بما فيه، فحملت ذلك إليه واستحييت منه، وقلت: يا سيدي عز عليّ بدخول دارك بغير إذنك، ولكني مأمور به، فقال لي: ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ1.2

يبدو أن تصرف المتوكل مع الإمام عليه السلام كان محترماً إلا أنه كان يراقبه بشكل دائم حيث كان لا يطيق حضوره وعظمته الاجتماعية. وكان بعض الأوقات يصدر الأمر بحبس الإمام عليه السلام وتوقيفه أو تفتيش منزله وكان يحاول من خلال الدسائس تشويه صورته بين الناس. فعندما جلب المتوكل الإمام عليه السلام من المدينة إلى سامراء خلافاً لرغبته، فعمد بداية إلى تشويه صورته بين الناس، لذلك لم يجلبه إلى قصره بل أرسله إلى مكان يعرف بخان الصعاليك حيث يجتمع فيه الفقراء والشحاذون، فأبقاه مرة هناك. وفي هذا المكان حَضَر صالح بن سعيد أحد أتباع الإمام الهادي عليه السلام الذي تحدث إلى الإمام عليه السلام وقال: "دخلت على أبي الحسن عليه السلام فقلت: جعلت فداك في كل الأمور أرادوا إطفاء نورك والتقصير بك، حتى أنزلوك هذا الخان الأشنع خان الصعاليك، فقال: ههنا أنت يا ابن سعيد؟ ثم أومأ بيده فقال: انظر فنظرت فإذا بروضات آنقات، وروضات ناخرات، فيهن خيرات عطرات، وولدان كأنهن اللؤلؤ المكنون، وأطيار، وظباء، وانهار تفور، فحار بصري والتمع وحسرت عيني، فقال: حيث كنا فهذا لنا عتيد، ولسنا في خان الصعاليك"3. وهكذا فشلت مؤامرات المتوكل الواحدة بعد الأخرى وكانت تتجلى الأبعاد الوجودية والصورة الإلهية والملكوتية للإمام يوماً بعد يوم. لذلك ازداد غضب المتوكل حتى أنه اعتبر وجود الإمام عليه السلام غير قابل للتحمل، فقرر قتل الإمام عليه السلام 4 .

دـ الإجابة على الأسئلة العلمية
الإجابة على الأسئلة العلمية والشرعية واحدة من الأساليب الأخرى التي اعتمد عليها الإمام عليه السلام في قيادة المجتمع الإسلامي، وفيما يلي نشير إلى موردين:

أ- قدم إلى المتوكل رجل نصراني فجر بامرأة مسلمة وأراد أن يقيم عليه الحد فأسلم، فقال يحيى بن أكثم: قد هدم إيمانه شركه وفعله، وقال بعضهم: يضرب ثلاثة حدود، وقال بعضهم: يفعل به كذا وكذا، فأمر المتوكل بالكتاب إلى أبي الحسن الثالث عليه السلام وسؤاله عن ذلك، فلما قدم الكتاب كتب أبو الحسن عليه السلام : يضرب حتى يموت، فأنكر يحيى بن أكثم وأنكر فقهاء العسكر ذلك، وقالوا يا أمير المؤمنين سله عن هذا فإنه شيء لم ينطق به كتاب، ولم تجيء به السنة، فكتب: إن فقهاء المسلمين قد أنكروا هذا وقالوا: لم تجيء به سنة ولم ينطق به كتاب، فبين لنا بما أوجبت عليه الضرب حتى يموت؟ فكتب عليه السلام : بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ * فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ5 قال: فأمر به المتوكل فضرب حتى مات6.

ب ـ قال أبو عبد الله الزيادي: لما سُمَّ المتوكل، نذر لله إن رزقه الله العافية أن يتصدق بمال كثير، فلما عوفي اختلف الفقهاء في المال الكثير فقال له الحسن حاجبه: إن أتيتك يا أمير المؤمنين بالصواب فما لي عندك؟ قال: عشرة آلاف درهم وإلا ضربتك مائة مقرعة قال: قد رضيت فأتى أبا الحسن عليه السلام فسأله عن ذلك. فقال: قال له: يتصدق بثمانين درهماً. فأخبر المتوكل فسأله ما العلة؟ فأتاه فسأله قال: إن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم : ﴿لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ7 فعددنا مواطن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فبلغت ثمانين موطناً، فرجع إليه فأخبر ففرح وأعطاه عشرة آلاف درهم8.

* مجلة مبلغان


1- سورة الشعراء، الآية: 227.
2- بحار الأنوار، ج50، ص199 ـ 200.
3- بحار الأنوار، ج50، ص132 ـ 133.
4- المصدر نفسه، ص194 ـ 195.
5- سورة غافر، الآيتان: 84 ـ 85.
6- وسائل الشيعة، ج28، ص141.
7- سورة التوبة، الآية: 25.
8- بحار الأنوار، ج50، ص162 ـ 163.

15-05-2014 | 16-17 د | 1478 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net