الشعر وثقافة عاشوراء الأدبية
ينبغي تنمية الثقافة الأدبية الإسلامية من أجل الحفاظ على الثقافة القرآنية ونشرها،
لأن الكلام الفصيح والبليغ والأدبي يسكن القلوب والأرواح وذلك على عكس الألفاظ
والعبارات المستهجنة والركيكة التي لا تترك في النفوس سوى التعب والملل. وفي قاموس
عاشوراء الكثير من الآثار الأدبية. ومن جملة ذلك الأراجيز والأبيات الشعرية التي
نقلت عن الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه، جاء في بعض الأبيات الشعرية:
سأمضي وما بالموت عارٌ على الفتى
إذا ما نوى حقاً وجاهد مسلماً
وواسى الرجال الصالحين بنفسه
وفارق خوفاً أن يعيش ويُرغما1
التبليغ العملي
صحيح أن التبليغ القولي ومنذ قديم الزمان يترك آثاراً هامة على مستوى هداية الأفراد،
إلا أن نتيجة التبليغ العملي أكثر عمقاً وثباتاً. وسيرة الإمام الحسين عليه السلام
مليئة بنماذج التبليغ العملي وغير المباشر.
وإذا كانت مسيرة الإمام الحسين عليه السلام مليئة بالدروس والأساليب العملية إلا
أنه يمكن ذكر التالي: الثبات في طريق الحق، احضار أهل البيت من النساء والأطفال:
السلوك القريب والعاطفي مع العائلة والأطفال والأصحاب في أوج المشكلة، التعاطي مع
قافلة الحُرّ والسماح لهم التزود بالماء، إقامة صلاة الظهر من عاشوراء، الخطابات
القاطعة والواضحة، حوادث ليلة العاشر، رفض العباس رسالة الأمان... وجميع تشكل دروساً
عملية في الإنسانية والحرية والغيرة والشرف. وفي هذا الاطار وبعنوان حسن الختام
يمكن الإشارة إلى نموذج من التبليغ العملي للإمام الحسين عليه السلام:
عندما جاءت قبيلة بني أسد لدفن الأجساد الطاهرة. وصلوا إلى جسد الإمام الحسين عليه
السلام فوجدوا على كتفه المبارك جرحاً ليس كباقي الجراحات ولا يدل على أنه حصل في
كربلاء. واتضح الأمر بعد قدوم الإمام السجاد عليه السلام الذي بَيّن أن سببه قيام
الإمام بحمل الطعام والحطب إلى العائلات الفقيرة والمحتاجة وإلى الأرامل
والأيتام2...
* مجلة مبلغان
1- البداية والنهاية، ابن كثير
الدمشقي، ج8، ص187.
2- المناقب، ج4، ص66؛ بحار الأنوار، ج44، ص190.