الخطابة الحماسية:
وهي الخطابة التي تُلقى لترغيب المقاتلين والعسكريين لمزاولة الحرب
والجهاد ضدّ العدو, فعلى المتكلم ان يرفع من معنويات السامعين ويزرع في قلوبهم حبّ
الشهادة في سبيل الله والاعتماد على النفس والتهيؤ الجسمي والروحي لمزاولة القتال.
فالخطيب الحماسي يمكن ان يستخدم في ايام الصلح الكلمات الطويلة والاستدلالية بينما
عند الحرب واحتدام القتال يجب ان يختار الكلمات القصيرة والعاطفية فانها اكثر
تأثيراً على السامع.
خصائص الخطبة الحماسية:
يجب ان تتضمن الخطبة الحماسية كلمات مهيّجة ومشجعة تزرع الامل في نفس السامع لكسب
الفوز والانتصار ويمكن ان نلخص هذه الخصائص بما يلي:
1-مشجعة
2-رافعة للمعنويات
3-مجسمة ومصورة لأسباب الهزيمة والانتصار بتشبيهات لازمة سريعة الفهم والانتقال
4-ان تكون عباراتها مختصرة حازمة مع اللحن الحماسي النضالي والكلمات المجللة.
فهذه الخصائص توجب ثبات قدم المقاتلين والشدّ في عزائمهم وتلوّح لهم النصر فتقويّ
عزيمتهم للوصول الى الهدف فيشتدّ سعيهم ويتضاعف.
لذا فان أمير المؤمنين عليه السلام: بعد ان انتهى من قتال الخوارج دعا الناس الى
الذهاب للشام الا انهم رفضوا ورجعوا الى الكوفة فخطب فيهم في مسجد الكوفة قائلاً:
أُفٍّ لَكُمْ لَقَدْ سَئِمْتُ عِتَابَكُمْ - * (أَرَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا
مِنَ الآخِرَةِ) * عِوَضاً - وبِالذُّلِّ مِنَ الْعِزِّ خَلَفاً - إِذَا
دَعَوْتُكُمْ إِلَى جِهَادِ عَدُوِّكُمْ دَارَتْ أَعْيُنُكُمْ - كَأَنَّكُمْ مِنَ
الْمَوْتِ فِي غَمْرَةٍ - ومِنَ الذُّهُولِ فِي سَكْرَةٍ - يُرْتَجُ عَلَيْكُمْ
حَوَارِي فَتَعْمَهُونَ - وكَأَنَّ قُلُوبَكُمْ مَأْلُوسَةٌ فَأَنْتُمْ لَا
تَعْقِلُونَ - مَا أَنْتُمْ لِي بِثِقَةٍ سَجِيسَ اللَّيَالِي - ومَا أَنْتُمْ
بِرُكْنٍ يُمَالُ بِكُمْ - ولَا زَوَافِرُ عِزٍّ يُفْتَقَرُ إِلَيْكُمْ - مَا
أَنْتُمْ إِلَّا كَإِبِلٍ ضَلَّ رُعَاتُهَا - فَكُلَّمَا جُمِعَتْ مِنْ جَانِبٍ
انْتَشَرَتْ مِنْ آخَرَ - لَبِئْسَ لَعَمْرُ اللَّه سُعْرُ نَارِ الْحَرْبِ
أَنْتُمْ - تُكَادُونَ ولَا تَكِيدُونَ - وتُنْتَقَصُ أَطْرَافُكُمْ فَلَا
تَمْتَعِضُونَ - لَا يُنَامُ عَنْكُمْ وأَنْتُمْ فِي غَفْلَةٍ سَاهُونَ - غُلِبَ
واللَّه الْمُتَخَاذِلُونَ - وايْمُ اللَّه - إِنِّي لأَظُنُّ بِكُمْ أَنْ لَوْ
حَمِسَ الْوَغَى - واسْتَحَرَّ الْمَوْتُ - قَدِ انْفَرَجْتُمْ عَنِ ابْنِ أَبِي
طَالِبٍ انْفِرَاجَ الرَّأْسِ - واللَّه إِنَّ امْرَأً يُمَكِّنُ عَدُوَّه مِنْ
نَفْسِه - يَعْرُقُ لَحْمَه ويَهْشِمُ عَظْمَه - ويَفْرِي جِلْدَه لَعَظِيمٌ
عَجْزُه - ضَعِيفٌ مَا ضُمَّتْ عَلَيْه جَوَانِحُ صَدْرِه - أَنْتَ فَكُنْ ذَاكَ
إِنْ شِئْتَ - فَأَمَّا أَنَا فَوَاللَّه دُونَ أَنْ أُعْطِيَ ذَلِكَ ضَرْبٌ
بِالْمَشْرَفِيَّةِ - تَطِيرُ مِنْه فَرَاشُ الْهَامِ - وتَطِيحُ السَّوَاعِدُ
والأَقْدَامُ - * (ويَفْعَلُ الله) * بَعْدَ ذَلِكَ * (مِمَّا يَشاءُ).
خلاصة الموضوع: ان الخطابة هي القابلية على صياغة الكلام بأسلوب يمكّن الخطيب من
التأثير على نفس المخاطب وقد عرفها ارسطو بأنها قوة تتكلف الاقناع الممكن , وقال
ابن رشد: الخطابة هي قوة تتكلف الاقناع الممكن في كل واحد من الاشياء المفردة.
وعرفها الشيخ المظفر في كتاب المنطق بانها صياغة صناعية علمية بسببها يمكن اقناع
الجمهور في الامر الذي يتوقع حصول التصديق به بقدر الامكان. ويمكن تقسم الخطيب الى
عدة اقسام : الخطبة الدينية والخطبة السياسية والخطبة الحماسية.
* منهج التبليغ