مراعاة المستوى المعرفيّ لدى المخاطب
إنّ أساس العمل عند علماء الشيعة عبارة عن التبليغ وإيصال حقائق الدين، وطبعاً لهذا العمل مستويات مختلفة؛ أحدها مستوى عامّة الناس، والمستوى الآخر يتعلّق بمن يتمتّعون بشيء من الوعي والمعرفة، والمستوى الثالث يتعلّق بالمتفوّقين في المجتمع، والذين وإن لم يكونوا على معرفة وإحاطة بعلوم الدين، إلّا أنّ لهم باعاً طويلاً في العلوم والفنون المختلفة، ويتمتّعون بذهن وقّاد وذكاء كبير، وذوو تجربة ووعي ومعرفة، فهؤلاء أيضاً يُعتبرون من جملة مخاطبي مبلّغي الدين، وهم أيضاً بحاجة إلى أن يُبيّن لهم الدين. إذاً، بنظرة عامّة يواجه مبلّغ الدين مختلف الطبقات، لا العوام فقط، بل يواجه حتّى الأشخاص الذين يتمتّعون بوافر من المعرفة والعلم والتجربة، وهذا مطلب يستحقّ الالتفات، ويكون أساساً وملاكاً لاتّخاذ القرار.
(من كلام لسماحة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) بتاريخ 25 شعبان 1416 هـ)