الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

التصنيفات

منبر المحراب- السنة السادسة عشرة- العدد:911- 02 ذو الحجة 1431 هـ الموافق 09 تشرين2 2010م
معرفة الله من خلال دعاء عرفة

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

معرفة الله من خلال دعاء عرفة

محاور الموضوع ألرئيسة
- بين الإيمان بالله تعالى ومعرفته.
- معرفة الله في دعاء عرفة.
- الشكر من آثار المعرفة الأساسية.

الهدف:
التعرّف على جوانب من دعاء عرفة في معرفة الله تعالى.

تصدير الموضوع:
"سُئِل أمير المؤمنين عليه السلام:بما عرفت ربك؟ فقال:بما عرّفني نفسه، قيل كيف عرّفك نفسه؟ فقال:لا تشبهه صورة ولا يحسّ بالحواس ولا يقاس بالناس قريب في بعده، بعيد في قربه..."1.

مدخل
لقد كثرت الدراسات وتنوّعت الأدلّة الفطرية والنقليّة والعقلية وغيرها للبحث عن معرفة الله تعالى، وقد أرشدت نصوص أهل البيتعليه السلام إلى طريقة هامة لمعرفة الله وهي معرفة الله بالله تعالى.وورد في الدعاء عن الإمام السجّادعليه السلام "بك عرفتك وأنت دللتني عليك ودعوتني إليك، ولولا أنت لم أدرِ ما أنت"2.
فكلما ازداد علم المرء بأسرار الحياة، ونواميس الكون وعظمة الخالق، كلما زاد خشوعه نتيجة معرفته هذه، قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم:"من كان بالله أعرف كان من الله أخوف"3.

ومثله ما عن الإمام عليعليه السلام:"أعلم الناس بالله سبحانه أخوفهم منه"4.

1-بين الإيمان بالله تعالى ومعرفته

يستفاد من الروايات أن الإيمان بالله تعالى ومعرفته مرتبة رفيعة وخاصة وله عدّة مراحل، فقد ورد عن الإمام الصادقعليه السلام أنه قال: "إن الإيمان أفضل من الإسلام، وإن اليقين أفضل من الإيمان، وما من شيئ أعزّ من اليقين"5.

2- معرفة الله في دعاء عرفة

تتجلى معرفة الله تعالى في أدعية أهل البيتعليه السلام، ونصوصهم، وكلماتهم في المناسبات المختلفة، فلا يغيب الله بالمطلق عن عقولهم وقلوبهم وحياتهم العملية، وهذا ما نفهمه بوضوح من دعاء الإمام الحسين عليه السلام في عرفة في المقاطع الآتية وغيرها:

أ- الحمد و المعرفة:
لا يتحقّق كمال الحمد إلا بالمعرفة المسبقة لمن نحمده، وما نقرأه في دعاء الإمام الحسينعليه السلام، يعبّر عن غاية الحمد لله تعالى ، ممن يعرفه ، قالعليه السلام:"اَلْحَمْدُ للهِ الَّذى لَيْسَ لِقَضآئِهِ دافِعٌ، وَلا لِعَطائِهِ مانِعٌ، وَلا كَصُنْعِهِ صُنْعُ صانِع، وَهُوَ الْجَوادُ الْواسِعُ، فَطَرَ أجناس الْبَدائِعِ، وأتقن بِحِكْمَتِهِ الصَّنائِعَ، لا تَخْفى عَلَيْهِ الطَّلائِعُ، وَلا تَضيعُ عِنْدَهُ الْوَدائِعُ..."

ب- المعرفة واليقين باستجابة الله تعالى لنا:ينتج عادة في حياة الناس العرفية، والعلاقة مع بعضهم البعض، نوع من الثقة والاطمئنان الكامل بالآخر، وما هذا إلا نتيجة المعرفة الكاملة والواعية بالآخر، وبنفس هذه الروحية ينبغي أن تكون علاقتنا بالله تعالى، قالعليه السلام في دعاء عرفة:"وَهُوَ لِلدَّعَواتِ سامِعٌ، وَلِلْكُرُباتِ دافِعٌ، وَلِلدَّرَجاتِ رافِعٌ، وَلِلْجَبابِرَةِ قامِعٌ، فَلا اِلهَ غَيْرُهُ، وَلا شيء يَعْدِلُهُ، وَلَيْسَ كَمِثْلِهِ شيء، وَهُوَ السَّميعُ الْبَصيرُ، اللَّطيفُ الْخَبيرُ، وَهُوَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ"،ويشير في مقطع آخر إلى أن الله تعالى يحب أن يقرّب عبده المؤمن منه فقالعليه السلام: "لَمْ يَمْنَعْكَ جهلي وجرأتي عَلَيْكَ أن دللتني إلى ما يُقَرِّبُنى اِلَيْكَ، وَوفَّقْتَنى لِما يُزْلِفُنى لَدَيْكَ، فَاِنْ دَعْوَتُكَ اَجَبْتَنى، وَاِنْ سَأَلْتُكَ اَعْطَيْتَنى، وَاِنْ أطعتك شَكَرْتَنى، وَاِنْ شَكَرْتُكَ زِدْتَنى، كُلُّ ذلِكَ إكمالاً لأنعمك عَلَيَّ، وإحسانك إلي".

ج- اجعلني أخشاك كأني أراك:6 قال عليه السلام في دعاء عرفة:"اَللّهُمَّ اجْعَلْني أخشاك كَاُنّي أراك، وَاَسْعِدْني بِتَقوايكَ، وَلا تُشْقِني بِمَعْصِيَتِكَ، وَخِرْ لي في قَضآئِكَ، وَبارِكْ لي في قَدَرِكَ، حَتّى لا أُحِبَّ تَعْجيلَ ما أخرت وَلا تَأخيرَ ما عَجَّلْتَ، اَللّهُمَّ اجْعَلْ غناي في نفسي، وَالْيَقينَ في قلبي، والإخلاص في عملي، وَالنُّورَ في بصري، وَالْبَصيرَةَ في ديني" فيجب أن يربّي المؤمن نفسه على الخوف من الله تعالى ليكون باعثاً له على الطاعة ومنفّراً له من الذنب والمعصية، قال الإمام عليعليه السلام في وصيته لإبنه الحسنعليه السلام: "أوصيك بخشية الله في سرّ أمرك وعلانيتك"7.

قال الإمام الصادقعليه السلام لإسحاق:"خف الله كأنّك تراه فإن كنت لا تراه فإنه يراك، فإن كنت ترى أنه لا يراك فقد كفرت، وإن كنت تعلم أنه يراك ثم استترت عن المخلوقين بالمعاصي وبرزت له بها فقد جعلته في حدِّ أهون الناظرين إليك"8.

فالخوف من الله تعالى نوع من الخضوع والخشية والتألّم أمام عظمة الله تعالى، وهو من خصائص المؤمنين وسمات المتقين، قال الإمام عليعليه السلام:"الخشية من عذاب الله شيمة المتقين"9.

وينبغي أن يتّسم الخوف بالقصد والاعتدال فلا إفراط ولا تفريط في الخوف، لأن الإفراط يؤذي النفس ويجعلها في حالة اليأس من الرجاء والأمل، والتفريط باعث على الإهمال والتقصير والتمرّد على طاعة الله تعالى، قال الإمام عليعليه السلام: "خير الأعمال اعتدال الرجاء والخوف"10.

3- الشكر من آثار المعرفة الأساسية

دلّت الآيات على أن الشاكر إنما يشكر لنفسه، لأنه هو المنتفع الذي سعى لحياة طيبة ومنعّمة في الدنيا والآخرة قال تعالى:﴿وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ11.
يقول الإمام الخميني :الشكر عبارة عن تقدير نعمة المنعم.وتظهر آثار هذا التقدير في القلب في صورة، وعلى اللسان في صورة أخرى، وفي الأفعال والأعمال بصورة ثالثة.

أما آثاره القلبية فهي من قبيل الخضوع والخشوع والمحبة والخشية وأمثالها.وأمّا آثاره على اللسان، فالثناء والمدح والحمد، وأمّا آثاره في الأعضاء فالطاعة واستعمال الجوارح في رضا المنعم وأمثاله.

ونقل عن الراغب الشكر تصوّر النعمة وإظهارها.قيل وهو مقلوب عن الشكر أي الكشف ويضاده الكفر وهو نسيان النعمة وسترها، ودابّة شكور مُظهر بسمنه إسداد صاحبه إليه.وقيل أصله من عَيْنٌ شَكْري:أي ممتلئة، فالشكر على هذا هو الامتلاء من ذكر المنعم عليه.

قال الصادق عليه السلام:"أوحى الله عز وجل إلى موسى عليه السلام:يا موسى اشكرني حق شكري.فقال:يا رب وكيف أشكرك حق شكرك، وليس من شكر أشكرك به، إلا وأنت أنعمت به عليّ.قال:يا موسى الآن شكرتني حين علمت أن ذلك مني".

خاتمة

قال الإمام الحسين عليه السلام في دعاء عرفة:"...يا مَنْ عارَضَني بِالْخَيْرِ والاِْحْسانِ، وَعارَضْتُهُ بِالاِْساءَةِ وَالْعِصْيانِ، يا مَنْ هَداني لِلاْيمانِ مِنْ قَبْلِ اَنْ اَعْرِفَ شُكْرَ الاِْمْتِنانِ، يا مَنْ دَعَوْتُهُ مَريضاً فَشَفاني، وَعُرْياناً فَكَساني، وَجائِعاً فَاَشْبَعَني، وَعَطْشاناً فَاَرْواني، وَذَليلاً فَاَعَزَّني، وَجاهِلاً فَعَرَّفَني، وَوَحيداً فَكَثَّرَني، وَغائِباً فَرَدَّني، وَمُقِلاًّ فَاَغْناني، وَمُنْتَصِراً فَنَصَرَني، وَغَنِيّاً فَلَمْ يَسْلُبْني، وأمسكت عَنْ جَميعِ ذلِكَ فَابْتَدَاَني".


1-الكافي، 1/85/ حديث5.
2-الصحيفة السجادية.
3-بحار الأنوار، ج70.
4-غرر الحكم، 3121.
5-الكافي، ج2، باب فضل الإيمان على الإسلام، حديث، 1.
6-غاية الكمال.
7-بحار الأنوار، ج42.
8-بحار الأنوار، ج70.
9-غرر الحكم 1757.
10-غرر الحكم، 5055.
11-لقمان :12.

11-11-2010 | 07-01 د | 3498 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net