*الهدف: حثّ الناس على التعلّم والحضور في مجالس العلماء ومعرفة الأحكام والمسائل الأساسيّة، وما لذلك من ثواب وأجر كبير.
*تصدير الموضوع: قال تعالى:﴿وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيد﴾1.
مقدّمة
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"العلم حياة الإسلام وعماد الإيمان".
اهتمّت الشريعة اهتماماً بالغاً بموضوع العلم حتّى اعتبرته فريضة على كلّ مسلم ومسلمة، فبه تعمر البلاد ويعبد الله وتقضى حوائج الناس.
عن الإمام الباقر عليه السلام:"العلم رأس الخير كلّه والجهل رأس الشرّ كلّه"2.
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"قلب ليس فيه شيء من الحكمة كبيت خرب، فتعلّموا وعلّموا وتفقّهوا ولا تموتوا جهّالاً، فإنّ الله لا يعذر على الجهل"3.
* محاور الموضوع
الدعوة الى العلم والتفقّه
عن الإمام الصادق عليه السلام:"لوددت أنّ أصحابي ضربت رؤوسهم بالسياط حتّى يتفقّهوا"4.
وعن الإمام عليّ بن الحسين عليه السلام:"لو يعلم الناس ما في العلم لطلبوه ولو بسفك المهج وخوض اللجج"5.
أثر العلم في القرآن
تناول القرآن الكريم مجموعة من الآثار والبركات التي ينعم بها أهل العلم ومنها:
علوّ الدرجات:فكلّما ازداد المرء علماً مقترناً بالإيمان كلّما رفعه الله، قال تعالى:﴿يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾6.
الإيمان:فالعلم سبيل إلى الإيمان بالله، قال تعالى:﴿وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِه﴾7.
وقال تعالى:﴿وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾8.
توحيد الله:فالعالم يدرك أنّ هذا الوجود هو فيضٌ من إلهٍ واحدٍ أحد، قال تعالى:﴿شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْم﴾9.
البكاء والخشوع:لأنّ العلم ينظّم طبيعة العلاقة بين الإنسان وربّه، قال تعالى:﴿إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ... وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا﴾10.
الخشية من الله: فالإنسان كلّما ازداد علماً وأدرك بعض أسرار الوجود كلّما عَظُمَ الله في نفسه وقويت خشيته منه، قال تعالى:﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء﴾11.
فضل العلم
قربه من درجة النبوّة:فالنبيّ يبلّغ عن الله والعالم يبلّغ عن النبيّ، فعن الإمام الباقر عليه السلام:"أقرب الناس من درجة النبوّة أهل العلم والجهاد"12.
فضل العلم على العبادة:لأنّ العبادة في الواقع أثرٌ من آثار العلم، فعن الإمام الباقر عليه السلام:"من خرج يطلب باباً من علم ليردّ به باطلاً الى حقٍّ أو ضلالة الى هدى كان عمله ذلك كعبادة متعبّد أربعين عاما"13.
وعنه عليه السلام:"فضل العلم أحبّ الى الله من فضل العبادة"14
العلم سبيل الى الجنّة:فعن الإمام الباقر عليه السلام:"من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنّة"15.وفي الحديث إشارة لطيفة إلى عون الله لطالب العلم وتسديده له.
استغفار الكائنات لطالب العلم:فعن الإمام الباقر عليه السلام:"إنّ طالب العلم يستغفر له كلّ شيءٍ حتّى الحيتان في البحر"16.
*زاد عاشوراء,نشر جمعية المعارف الاسلامية الثقافيّة ,الطبعة التاسعة: تشرين الأول 2010م - 1431هـ/ ص:83
1-سبأ: 6.
2-بحار الأنوار، ج77، ص175.
3-كنز العمّال، خ28750.
4-أصول الكافي، ج1، ص31.
5-أصول الكافي، ج1، ص35.
6-المجادلة: 11.
7-آل عمران: 7.
8-الحج: 54.
9-آل عمران: 18.
10-الإسراء: من 107 الى 109.
11-فاطر: 28.
12-المحجّة البيضاء، ج1، ص14.
13-بحار الأنوار ،ج1،ص182.
14-وسائل الشيعة، الحرّ العامليّ، ج20، ص358
15-ميزان الحكمة، محمّد الريشهريّ، ج3، ص2073.
16-ميزان الحكمة، محمّد الريشهريّ، ج3، ص2073.