قال الشيخ القمي في الكنى: عوف الازدي ذكره المرزباني في معجم الشعراء فقال: عوف بن عبد الله بن الاحمر الازدي.شهد مع علي عليه السلام صفين و له قصيدة طويلة رثى فيها الحسين عليه السلام وحرض الشيعة على الطلب بدمه و كانت هذه المرثية تخبأ أيام بني امية و انما خرجت بعد ذلك. قاله ابن الكلبي. منها:
ونحن سمونا لابن هند بجحفل كرجل الدبا يزجي اليه الدواهيا
الابيات. وفي الاعيان ج42 ايضا رواها عن المرزباني اقول لاعجب اذا ضاع اكثر القصيدة و ذهب جلها ولم يبقى منها الاهذه الابيات لأن الدور لبني امية و الضغط على شيعة أهل البيت كان قائما على قدم و ساق، لذا يقول: و كانت هذه المرئية تخبأ أيام بني امية حيث كانوا يأخذون الناس بالترغيب و الترهيب و متى حورب الشخص بهذين العاملين محى اسمه و مات و انطفأ ذكره.
ملاحظة:وجاء في الجزء الاول من الاعيان - القسم الثاني ص 164 قوله: و عبد الله بن عوف بن الاحمر كان يحرض على الطلب لثأر الحسين عليه السلام، و هو القائل
حسينا لاهل الدين إن كنت ناعيا | الا و انعَ خير الناس جدا و والدا |
بغربية الطف الغمـام الغواديـا | سقى الله قبرا ضمن المجد و التقى |
هذين البيتين تتمة الابيات السابقة و لكن السيد جعل اسم الولد بمكان الوالد كما انه في جزء 32 ص 119 عند ترجمة رفاعة بن شداد البجلي قال: واراد رفاعة بن شداد الرجوع عن الحرب فقال عبد الله ابن عوف بن الاحمر: هلكنا والله اذا لئن انصرفنا ليركبن اكتافنا فلا نبلغ فرسخا حتى نهلك، هذه الشمس قد قاربت للغروب فنقاتلهم على خيلنا فاذا غسق الليل ركبنا خيولنا و سرنا، فقال رفاعة نعم ما رأيت و اخذ الراية وقاتلهم قتالا شديدا فلما امسوا رجع اهل الشام الى معسكرهم و نظر رفاعة الى كل رجل قد عقر فرسه و جرح فدفعه الى قومه.
قال الطبري قال ابو مخنف حدثني الحسين بن يزيد عن السري ابن كعب، قال خرجنا مع رجال الحي نشيعهم فلما انتهينا الى قبر الحسين و انصرف سليمان بن صرد واصحابه عن القبر ولزموا الطريق استقدمهم عبدالله بن عوف بن الاحمر على فرس له مهلوب كميت مربوع تتأكل تأكلا و هو يرتحز ويقول
عـوابسا يـحملننا أبـطالا | خـرجن يـلمعن بنا أرسالا |
الـقاسطين الـغدر الظُّلالا | نـريد أن نـلقي به الأقتالا |
والخفرات البيض و الحجالا | وقد رفضنا الاهل والأموالا |
نرضي به ذا النعم المفضالا |
ويرثي الحسين عليه السلام، ويدعو الى الاخذ بثأره فيقول
وقـلت لاصـحابي أجـيبوا المناديا | صـحوت وقد صح الصبا و العواديا |
وقـبل الـدعا لـبيك لـبيك داعـيا | وقـولوا لـه اذ قام يدعو الى الهدى |
(حـسينا) لأهل الدين، إن كنت ناعيا | ألا وأنـع خـير الـناس جدا ووالدا |
عـديـم و أمــام تـشكى الـمواليا | لـبيك حـسينا مـرمل ذو خصاصة |
وغـودر مـسلوبا لـدى الطف ثاويا | فـاضحى حـسين لـلرماح دريـئة |
بـغـربية الـطف الـغمام الـغواديا | سـقى الله قبرا ضمن المجد و التقى |
أنـيبوا، فارضوا الواحد المتعاليا1 |
فـيا امـة تـاهت و ضـلت سفاهة |
و منها
كـرجل الـدبا يزجي الـيه الدواهيا | ونـحن سـمونا لابن هنـد بجـحفل |
بـصفين كـان الاضـرع الـمتوانيا | فـلما الـتقينا بـين الـضرب أيـنا |
غـسوق الـليل من كان باكيا | لـبـيك حـسينا كلما ذر شـارق وعـند |
فـلم يـر يـوم الـباس منهم محاميا | لـحا الله قـوما اشخصوهم وغرروا |
ولا زاجـرا عـنه الـمضلين نـاهيا | ولا مـوفيا بـالعهد اذ حـمس الوغا |
فـضاربت عـنه الـشانئين الاعاديا | فـيا لـيتني اذ ذاك كـنت شـهدته |
وأعـملت سـيفي فـيهم وسـنانيا | ودافـعت عـنه ما استطعت مجاهدا |
* ادب الطف ـ الجزء الاول 131_ 133
1- عن كتاب "ادب الشيعة" عبد الحسيب طه - مصر.