الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلاميّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في خطبتَي صلاة عيد الفطركلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من الطلّاب الجامعيّينكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في اللقاء الرمضانيّ مع مسؤولي البلادبِهذا جُمِعَ الخَيرُ

العدد 1612 07 شوال 1445 هـ - الموافق 16 نيسان 2024 م

لَا تُطَوِّلْ فِي الدُّنْيَا أَمَلَكَ

العامل الأساس للنصر مراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِن
من نحن

 
 

 

التصنيفات
طعم العدالة العذب في مرحلة الظهور
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

قد يبدو للوهلة الأولى أن تطهير الأرض من الظلم والمعاصي والقضاء على الطواغيت والظلمة أمرٌ غير ممكن، وكأن أهل الأرض قد ألفوا الظلم والمعاصي، وأن المظلومين لا نصير ولا صوت لهم. وليس من السهل نصرة الحق. وكأن العالم قد اعتاد على الوجود المشؤوم للظلم حتى أن البشرية لا تذكر لنا مرحلة تاريخية كانت الأرض فيها خالية من الظلم.

من جهة أخرى فإن حكمة الله تعالى قد اقتضت أن تجري حياة الإنسان على أساس الفطرة الموهوبة له من الله تعالى والتي ينتج عنها إرادة العدالة ورفض الظلم.
وأما الظلم فيتحول نحو الفناء مع ظهور الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ويترك مكانه للعدل، وتحل العدالة الاجتماعية أَرجاء المعمورة حيث تكون فترة الظهور مرحلة اثمار جهد وسعي الأنبياء والأولياء فيتذوق الناس طعم العدالة العذب.

لقد توجه الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف بعد ولادته بالدعاء قائلاً: "... اللهم انجز لي ما وعدتني، وأتمم لي أمري، وثبت وطأتي، وأملأ الأرض لي عدلاً وقسطاً"1.

لم يتم التأكيد في الأحاديث التي تتناول ظهور الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف مسائل التوحيد ومواجهة الشرك والكفر الاعتقادي كما تم التأكيد على ايجاد العدالة واجرائها، والسبب في ذلك حاجة المجتمع البشري الكبير للعدالة.
يقول الإمام الصادق عليه السلام: "إذا قام القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف حكم بالعدل وارتفع الجور في أيامه وآمنت به السبيل وأخرجت الأرض بركاتها وَرُدَّ كل حق إلى أهله"2.

يقول الإمام الحسين عليه السلام: "لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله عزَّ وجلَّ ذلك اليوم حتى يخرج رجل من ولدي فيملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً كذلك سمعت رسول الله يقول"3.

يقول الإمام الصادق عليه السلام: "أما والله ليُدْخلن القائم عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحر والقر"4.
ويقول الإمام الرضا عليه السلام: "فإذا خرج وضع ميزان العدل بين الناس، فلا يظلم أحدٌ أحداً"5.

قيمة العدالة
تعتبر العدالة من جملة الأصول الهامة ومن الأهداف الأساسية في الإسلام. وقد جاء في التعاليم الإسلامية أن البشر مأمورون رعاية العدالة في كافة أبعاد حياتهم (الفردية، الاجتماعية، الاقتصادية، السياسية وفي أقوالهم وسلوكياتهم) وأن يجعلوا ذلك مقدمة لجميع الأعمال التي يقومون بها.

وتحدث القرآن الكريم في آيات عديدة حول قيمة وأهمية العدالة من جملة ذلك:
1 - ﴿اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى6؛ ﴿وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ7.

2 - ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ8.
3 - ﴿وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى9.
4 - ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ10.

بناءً على ما تقدم من آيات شريفة فإنَّ ارسال الرسل وانزال الكتب السماوية هو لأجل تحقق العدالة في المجتمع البشري.

إن جميع الأشخاص في المجتمع الإسلامي متساوون أمام بيت المال والامكانيات العامة، ولا يمكن أن يقف أمام تحقق العدالة أي عامل عرقي أو سوابق جهادية أو انتساب إلى أفراد أو مجموعات صاحبة سلطة ونفوذ وهذا يعني عدم وجود مهارب قانونية في المجتمع الإسلامي.

وأكد الأئمة الأطهار أيضاً على مسألة العدالة وفيما يلي نشير إلى بعض الروايات المنقولة عنهم:
1- يقول الإمام الصادق عليه السلام: في يوم من الأيام خاطب الإمام علي عليه السلام الخليفة الثاني قائلاً له: "ثلاث إن حفظتهن وعملت بهن كفتك ما سواهن، وإن تركتهن لم ينفعك شيء سواهن"11.

وعندما سأله الخليفة الثاني عن هذه الأشياء الثلاثة قال له: "إقامة الحدود على القريب والبعيد والحكم بكتاب الله في الرضا والسخط، والقسم بالعدل بين الأحمر والأسود..."12.

2- أوصى الإمام علي عليه السلام ابنه الحسن عليه السلام قائلاً: "أوصيك بتقوى الله في الغنى والفقر وبالعدل على الصديق والعدو"13.

3 - يقول أبو مالك: "قلت لعلي بن الحسين عليه السلام: أخبرني بجميع شرائع الدين. قال: قول الحق، والحكم بالعدل، والوفاء بالعهد، هذه جميع شرائع الدين"14.

تحقق العدالة بواسطة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف
يلزم من تحقق العدالة الاجتماعية زوال المفاسد والموبقات الاجتماعية. والإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف هو الشخصية التي ستحارب كافة المفاسد والمعضلات والمشكلات التي ابتليت بها المجتمعات البشرية، فيما يلي نشير إلى بعض الروايات التي تتحدث عن المفاسد في مرحلة الغيبة:

1 - يقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم "وذلك عندما تصير الدنيا هرجاً ومرجاً، ويغير بعضهم على بعض، فلا الكبير يرحم الصغير، ولا القوي يرحم الضعيف، فحينئذٍ يأذن الله له بالخروج"15.
2 - يتحدث الإمام الصادق عليه السلام حول مرحلة غيبة الإمام ويقول: "ورأيت الربا ظاهراً لا يَعَيَّرُ"16.
3 - ويقول عليه السلام أيضاً: "ورأيت الولاية قبالة لمن زاد"17.

تشير الروايات المتقدمة وغيرها من الروايات الشريفة إلى حجم المشكلة التي تعاني منها البشرية في مرحلة الغيبة وكل ذلك بسبب عدم وجود العدالة الاجتماعية.
أما الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف فيواجه ويحارب كافة المعضلات الاجتماعية التي تحيط بالمجتمع البشري ويطهره منها ويقدم نموذجاً للمجتمع الإسلامي المثالي الذي يقوم على أساس الثقافة المحمدية صلى الله عليه وآله وسلم الأصيلة. فيما يلي نشير إلى بعض الروايات التي تبين كيفية عمل الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف في مرحلة الظهور وخصائص تلك المرحلة:

1 - يقول الإمام الصادق عليه السلام حول مرحلة الظهور: "ويحسن حال عامة العباد، ويجمع الله الكلمة، ويؤلف بين قلوب مختلفة، ولا يعصى الله (عزَّ وجلَّ) في أرضه، ويقام حدود الله في خلقه، ويَرُد الله الحق إلى أهله"18.
2 - وقال عليه السلام أيضاً: "اعلموا أنَّ الله يحيى الأرض بعد موتها... أي يحييها الله بعدل القائم عند ظهوره بعد موتها بجور أئمة الضلال"19.
3 - يقول الإمام الصادق عليه السلام: "إذا قام القائم حكم بالعدل وارتفع الجور في أيامه وأَمنت به السبل"20.
4 - يقول الإمام الباقر عليه السلام حول عمل الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف في مرحلة الظهور: "ويوسع الطريق الأعظم فيصير ستين ذراعاً ويهدم كل مسجد على الطريق ويسد كل كوة إلى الطريق وكل جناح وكنيف وميزاب إلى الطريق"21.
5 - عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال أيضاً: "إذا قام قائم أهل البيت قسم بالسوية وعدل في الرعية"22.
6 - نقرأ في دعاء الندبة: "متى ترانا ونراك وقد نشرت لواء النصر ترى... وقد ملأت الأرض عدلاً وأذقت أعداءك هواناً وعقاباً".

حسين الهي نجاد


1- اكمال الدين واتمام النعمة، ج2، ص428؛ بحار الأنوار، ج51، ص13.
2- بحار الأنوار، ج52، ص338؛ الارشاد، ص334.
3- اكمال الدين واتمام النعمة، ج1، ص318.
4- الغيبة للنعماني، ص159؛ اثبات الهداة، ج3، ص544؛ بحار الأنوار، ج52، ص362-
5- كمال الدين، ص372؛ بحار الأنوار، ج52، ص321.
6- المائدة: 8.
7- الأنعام: 152.
8- النحل: 90.
9- المائدة: 8.
10- الحديد: 25.
11- بحار الأنوار، المجلسي، ج72، ص 349.
12- التهذيب، ج6، ص227، الحديث 547؛ دعائم الإسلام، ج2، ص443، الحديث 1543.
13- تحف العقول عن آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، الحراني، ص 88.
14- تفسير نور الثقلين، ج3، ص79.
15- بحار الأنوار، ج52، ص380.
16- منتخب الأثر، ص429.
17- بحار الأنوار، ج52، ص257.
18- اكمال الدين واتمام النعمة، ج2، ص646.
19- الغيبة للنعماني، ص20.
20- بحار الأنوار، ج13، ص180 (طبقة قديمة).
21- المصدر نفسه، ص186.
22- المصدر نفسه، ج52، ص351، الحديث 103.

12-04-2013 | 09-34 د | 2895 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net