الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1611 02 شوال 1445 هـ - الموافق 11 نيسان 2024 م

وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا

المداومةَ المداومةَحافظوا على الذخائرمراقباتخطبة عيد الفطرالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقبات
من نحن

 
 

 

التصنيفات
خطة لشهر الله
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

باسمه تعالى

هذا شهر رمضان قد أقبل ببركاته ومدَّ بساط الرحمة الإلهيّة لتطأه النفوس مقبلة على مأدبة الكرامة الإلهيّة عروجاً إلى مقامات القرب مملوءة بالأمل من بيان الوحي "لعلّكم تتقون".

فتعالوا لننظر إلى شهر رمضان من زاوية أخرى غير التي اعتدنا أن ننظر إليه منها مهما كانت النظرة المعتادة محقة وصحيحة.

ولنسأل أنفسنا متأملين هل أن شهر رمضان صار شهر الله لنزول القرآن فيه، أو العكس هو الصحيح أي أنّ شهر رمضان كان شهر الله ولذا كان أنسب الأزمنة لنزول كتاب الله الأتمّ الأشمل على قلب العبد الأكمل.

إلاّ أنّه مهما كان الجواب على أهميّته فإنّه ثمّة أمور لا بد من لحاظها والالتفات إليها. وهي أنّ كل الأزمنة هي لله مخلوقة له مقدرة منه كما كلّ الأمكنة كما كلّ المخلوقات إلاّ أنّه ثمّة خصوصيّات في بعض الأزمنة تجعلها أليق وأجدر من غيرها من حيث نسبتها إليه تعالى ولهذه النسبة تجليات تظهر في أمور منها الهداية والبركة والرحمة والمغفرة كما قال النبيّ(ص) في الخطبة المنسوبة إليه في استقبال شهر رمضان: "أيها الناس إنّه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة...".

ولذا تجلّت في شهر الله هذه النسبة بما حصل فيه من إنزال القرآن، وليلة القدر؛ وإذا كان الشهر شهر الله فإنّ ما يفهم هو أنّه تعالى جعله شهره ليبتلينا ويختبر علاقتنا به تبارك وتعالى فإن كان الله أعزّ من أن ينال بجارحة أو بجانحة فإنّ له تجليات في الزمان: "شهر الله" وفي المكان: "بيت الله"، وفي الكلام: "كتاب الله"، وفي الناس: "وليّ الله"، وفي الخلق: "عيال الله"، هي محل اختبار الرابطة القلبية به تعالى. فإن كان من يعشق امرأة يحب قريتها وحيها واسمها ومنزلها كما يقول الشاعر:
"ولقد أمرّ على الديار ديار ليلى***أقبّل ذا الجدار وذا الجدار
وما حبّ الديار شفغن قلبي***ولكن حبّ من سكن الديار


فمن يحبّ الله يتجلى هذا الحب بعلاقته بشهره، وكتابه، وبيته ووليّه...

ولنعد إلى مستحبات الشهر الشريف فإنّنا نجد أنها أومأت إلى هذا الفهم لابتلائنا بشهر الله تعالى.

فكان النصّ النبويّ في الخطبة السالفة الذكر على:

1- العلاقة مع الزمان: شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي وساعاته أفضل الساعات...".

2- العلاقة مع كتاب الله: "فسلوا الله ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه..." وفي فقرة أخرى: "ومن تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجل من ختم القرآن في غيره من الشهور....".

3- العلاقة مع ولي الله: فمن خطبة استقبال شهر رمضان: "... ومن أكثر فيه من الصلاة عليّ، ثقل الله ميزانه يوم تخف الموازين".
وكذلك في دعاء الافتتاح حيث الصلاة على النبيّ (ص) وآل البيت (ع) والأئمة وصولاً إلى وليّ الله صاحب العصر والزمان: "اللهم وصلّ على ولي أمرك القائم المؤمل والعدل المنتظر...".

4- العلاقة مع عيال الله: سواء كان من الجهة المتعلقة بالأبعاد المادية أو العلاقات الإنسانية والأخلاقية.
فمن الأولى: "وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم" وكذلك "من فطر منكم صائماً مؤمناً في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عتق رقبة ومغفرة لما مضى من ذنوبه...".
وفي الأخلاق والعلاقات الإنسانيّة: الحث على إكرام اليتيم وتوقير الكبير ورحمة الصغير وتحسين الخلق...
هذا كلّه فضلاً عن العلاقة مع الله من خلال العبادة، أو فعل الحث عليها ليأتي الإنسان في شهر الله إلى الله سعيًا على قدم العبودية.

خاتمة: خطة لشهر الله تعالى:
وفي الختام إن الفطن هو الذي يحاول أن يجمع بين هذه الأمور والعناوين ومن ذلك مثلاً أن يختم كتاب الله في شهر الله في بيت الله ويهدي ثواب ذلك لوليّ الله عنه وعن من يعنيه أمره من عيال الله من الأحياء والأموات.

والحمد لله رب العالمين

22-06-2015 | 14-48 د | 1378 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net