الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلاميّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في خطبتَي صلاة عيد الفطركلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من الطلّاب الجامعيّينكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في اللقاء الرمضانيّ مع مسؤولي البلادبِهذا جُمِعَ الخَيرُ

العدد 1612 07 شوال 1445 هـ - الموافق 16 نيسان 2024 م

لَا تُطَوِّلْ فِي الدُّنْيَا أَمَلَكَ

العامل الأساس للنصر مراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِن
من نحن

 
 

 

التصنيفات
المبلّغون وخدمة الناس
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

يسأل الكثير من المبلغين الأعزاء في عام خدمة الناس عن أهم الخدمات، وما هي أبرز الأعمال التي تندرج في إطار الخدمة الدينية، وماذا يجب العمل للنجاح في تقديم الخدمة؟
 
إن خدمة عباد الله في الفكر الديني، هي خدمة لله وأوليائه وهي من جملة العبادات الكبيرة. وخدمة الناس بعد الإيمان بالله والارتباط به هي أكبر العبادات.
 
جاء في الحديث النبوي الشريف: "أفضل الأعمال بعد الإيمان بالله، التودد إلى الناس"[1].
 
في الحقيقة فإن الإيمان بالله، هو الخلفية الفكرية الأكبر للخدمة الصادقة للبشرية. والإيمان هو الدافع نحو الخدمة وهو الموجه والمحدد للأولويات في أنواع الخدمات وهو سبب الثبات في الخدمة في مواجهة كافة المشكلات الطبيعية والاجتماعية.
 
وتكون الخدمة ذات قيمة إذا كانت قليلة الكمية كثيرة الكيفية تنطلق من الصدق والاخلاص من دون مِنّة وبعيدة عن الدوافع غير الإلهية وإذا كانت مترافقة مع الحفاظ على شخصية المخدومين. والمؤمنون فقط هم الذين يقصدون الاتيان بالوظيفة الإلهية والاحسان إلى البشرية انطلاقاً من العشق من دون خداع ومنّة، فهم الذين يتمكنون من خدمة البشرية باستمرار.
 
إن العلاقة بين الإيمان والخدمة هي علاقة ذات بُعْدين أو طرفين، الإيمان يأخذ الإنسان نحو الخدمة والخدمة واحدة من أسباب تقوية الإيمان.
 
الخدمة في إيران اليوم
إن الخدمة ضرورية وهامة في الظروف التي تعيشها إيران اليوم عدا عن الأدلة العقلية والنقلية التي تبين ضرورتها حيث يبدو أن لهذا الموضوع أبعاداً وآثاراً أخرى.
 
إن الخدمة فريضة إلهية في الحياة الاجتماعية وهي وباستمرار مصداق الاحسان والانفاق ومساعدة ونصرة وامداد المؤمن والمظلوم وقضاء حوائج المؤمنين.
 
الخدمة وباستمرار معراج القرب وطريق الكمال للإنسان، إلا أن الخدمة اليوم والتنافس في الخدمات تقع في مقابل التنافس في التخريب والإضرار وإتلاف وإسراف الامكانات والممتلكات في الحروب الجناحية.
 
الخدمة اليوم هي الجواب العملي على شعارات الاستكبار العالمي. الخدمة اليوم هي دفاع عن بيضة الإسلام والمسلمين. والخدمة اليوم هي عامل الوحدة والوفاق الوطني للمسلمين وكافة ساكني إيران الإسلامية. والخدمة اليوم هي النقطة المشتركة للذين يحملون هَمَّ الدولة والشعب. إن خدمة الناس اليوم هي عامل محبوبية مسؤولي النظام الإسلامي. وخدمة الناس اليوم هي سبب الأمل والمزيد من التعاون والتضامن بين الدولة والأمة وسبب تقوية البنية الداخلية للمجتمع الإسلامي وسبب لليأس والكفر والنفاق الداخلي.
 
الخدمة وباستمرار، هي خدمة لله والرسول وأئمة الإسلام العظام، وهي اليوم وبالإضافة إلى كونها قيمة ايجابية وأساسية، تقوم بدَوْرٍ محوريّ في الدفاع عن الفكر الديني والنظام الديني والمجتمع الإسلامي. إن خادمي الناس الصادقين هم أشخاص محترمون في الدنيا والآخرة.

ينقل معمر بن الخلاد عن الإمام الكاظم عليه السلام أنه قال: "إن لله عباداً في الأرض يسعون في حوائج الناس هم الآمنون يوم القيامة ومن أدخل على مؤمن سروراً فَرَّج الله قلبه يوم القيامة"[2].
 
صحيح إن أغلب المتصدين لأمور الناس اليوم، بأيدي أشخاص غير مهتمين وغير مبالين بإيمان وأخلاق وفلاح المسلمين حتى اعتبر البعض أن مشكلاته تكمن في المسلمين أنفسهم، ومع ذلك فهناك الكثير من علماء الدين الملتزمين في الكثير من المواقع الاجتماعية المؤثرة الذين يؤدون دوراً فاعلاً، لذلك فإذا جرى العمل على تقوية دوافعهم الإلهية والمعنوية وإذا أمكن ايجاد تنسيق وتعاون وثيق، فإنّ العلماء يمكنهم تقديم خدمات للدين والناس مرات ومرات أكثر من غيرهم.
 
إنّ من جملة وظائف المبلّغين المحترمين وكل من شَمّر عن ساعد خدمة الناس، هو الفهم الصحيح لأنواع وأبعاد الخدمة، وتشخيص أولوياتها في ساحة النشاطات الدينية.
 
يمكن تنظيم مسألة خدمة المسلمين والناس في جزءَيْن هامين:
1- تأمين الاحتياجات.
2- مواجهة الآفات والأخطار.
 
تعتبر كافة المؤسسات ذات العلاقة بالزراعة، الصناعة، تربية المواشي والطيور، ذات قيمة واحترام لأنها تؤمن وتنتج احتياجات الإنسان على مستوى المواد الغذائية.
 
كما أنّ المؤسسات التجارية مقبولة ومحترمة لما تؤدي من خدمة على مستوى السهولة في توزيع ونقل الانتاج الزراعي والصناعي... في اطار خدمة الناس وتأمين احتياجاتهم.
ثم إن الحفاظ على أرواح وأموال وكرامة وحرية الفرد والمجتمع، كانت عامل ظهور مئات المؤسسات الاجتماعية وآلاف الأعمال المعقولة والمشروعة المتعلقة بهذه الأهداف القيمة.
 
وهناك الكثير من المؤسسات الصحية والعلاجية والعسكرية والكثير من المؤسسات الثقافية والتعليمية تضع مشروعيتها ووجودها في إطار الحفاظ على أرواح وأموال وحرية وكرامة الناس.
 
في الحقيقة، فإن الحياة الاجتماعية ليست شيئاً سوى تقديم الخدمات المتقابلة بين مختلف المجموعات في المجتمع، وكلما ازدادت العلاقة بين البشر وأصبحت واسعة وقريبة من بعضها البعض، فإن ذلك يؤدي إلى أفضل الخدمات وإلى الصدق والدقة في التعاطي.
 
لو كانت "العولمة" تعني تقديم أفضل وأكبر وأوسع الخدمات، لكانت مطلوبة ومحبوبة عند كافة أبناء البشر ولكن إذا كان المقصود منها الاستثمار والاجبار واستخدام البشر لتحقيق أهداف معينة، فهي غير مطلوبة وليست أملاً يطلبه الإنسان.
 
إن تأمين الاحتياجات الواقعية والفطرية للإنسان هو خدمة الناس والحفاظ على أموال وأرواح وحرية واستقلال وكرامة الناس في حياتهم الفردية والاجتماعية نموذج آخر من الخدمات المتقابلة بين البشر. إن المجاهدين، هم الذين يقدمون الخدمات الصادقة للبشرية بينما المهادنون هم سبب الضياع والسقوط.
 
إن الانتاج وتوزيع ما يحتاج إليه المجتمع البشري هو خدمة، وأمّا ايجاد روحية المصرف والاستفادة من أتعاب الآخرين من دون تقديم الخدمات المقابلة، فهي خيانة للنفس وللمجتمع البشري.
 
لا تخرج البشرية من ثلاث حالات فيما يتعلق باحتياجات ومشكلات الآخرين:
1- الاحساس بالمسؤولية.
2- الغفلة واللامبالاة.
3- السرور والفرح.

بعبارة أخرى، البعض يصنع جسراً في مسيرة عبور قافلة البشرية، والبعض يحفر بئراً للحؤول دون تقدم البشر والبعض الثالث لا يرفع حجراً من مسير التكامل البشري ولا يزرع فيه ورداً، إن أقلّ شروط الانصاف والإنسانية أننا إذا لم نتمكن أن نكون ورداً فلا نكن شوكاً، وإذا لم ننج غريقاً فلا نُلْقِ شخصاً داخل نهر جارٍ أو في واد عميق.
 
أما الشخص صاحب القيمة طبق فكرنا الديني فهو كل من يقدم أفضل وأكثر الخدمات للمجتمع وهو الذي يطلب القليل من خدماته.
 
يقول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في وصف المتقين: "وأجسادهم نحيفة وحاجاتهم خفيفة"[3].
 
إنّ لخدمات المبلغين وعلماء الدين أبعاداً متنوعة نشير إلى البعض منها فيما يأتي:
1- الحفاظ على ثقافة الأنبياء.
2- نقل معارف الوحي إلى المجتمع البشري.
3- إصلاح التحريف المعنوي على مستوى القرآن والسنة.
4- مواجهة الجهود الشيطانية لتحريف القرآن والسنة.
5- إصلاح رؤية المجتمع فيما يتعلق بالقيم الإلهية.
6- إصلاح معايير التقييم في معرفة الحقّ والباطل.
7- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مختلف الأبعاد الاجتماعية.
8- إصلاح الأخلاق والأمراض الروحية والنفسية عند الناس.
9- إصلاح ذات البين بين المسلمين في العالم الإسلامي.

إنّ رسالة المبلّغين وعلماء الدين هي الدفاع عن الإيمان والمعرفة والحرية والاستقلال والاتحاد والتناغم الفكري الواقعي وإضفاء الهدوء الروحي والنفسي والتعاون بين أفراد المجتمع البشري. طبعاً يجب ملاحظة الخطر الذي يهدد هذه العناوين وكيف يجب الحفاظ والدفاع عنها.
 
إنّ شياطين الجنّ والإنس تكمن للإنسان وباستمرار لسلبه تلك الجواهر الثمينة التي يمتلكها. إن أهم خدمة يؤديها علماء الدين هي عدم سماحهم بضياع هذه الرساميل السماوية والحفاظ عليها من التحريف والتخريب.
 
إنّ أعظم وظيفة لعلماء الدين بالأخص المبلغين منهم هي إصلاح عقائد البشرية والأمة الإسلامية وإصلاح العواطف والحبّ والبغض في المجتمع الديني، وإصلاح الآمال في الحياة الفردية والاجتماعية وإصلاح الأقوال والسلوكيات والمؤسّسات المؤثرة في الحياة الدنيوية للأمة الإسلامية.
 
إنّ وظيفة العلماء في العلاقات الإلهية، هي الحفاظ على إيمان وعقائد الناس ونشر الفطرة التوحيدية وأما في مجال العلاقات الاجتماعية فإن أكبر وظيفة هي الدفاع عن العدالة والعمل على استقرار القسط والعدل الاجتماعي وإصلاح القانون من خلال ميزان الحق والعدل.
 
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ.[4]
 
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ.[5]

* محمود مهدي بور


[1] نهج الفصاحة، ك 387.
[2] أصول الكافي، ج3، ص282.
[3] نهج البلاغة، الخطبة 193.
[4] سورة النساء، الآية: 135.
[5] سورة المائدة، الآية: 8.

23-05-2016 | 15-02 د | 2567 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net