الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلاميّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في خطبتَي صلاة عيد الفطركلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من الطلّاب الجامعيّينكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في اللقاء الرمضانيّ مع مسؤولي البلادبِهذا جُمِعَ الخَيرُ

العدد 1612 07 شوال 1445 هـ - الموافق 16 نيسان 2024 م

لَا تُطَوِّلْ فِي الدُّنْيَا أَمَلَكَ

العامل الأساس للنصر مراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِن
من نحن

 
 

 

التصنيفات
نظرة قصيرة في حياة العلّامة الشهيد السيد محمد علي القاضي الطباطبائي
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

ترتبط معرفة وتشخيص وظيفة العلماء الأعلام بمقتضيات الزمان والمكان، وهي المسؤولية الإلهية والاجتماعية الملقاة على عاتقهم, وعليهم أن لا يألوا جهداً في مقام القيادة الفكرية للمجتمع الإسلامي وأن يعتمدوا على الروحية العالية المرتكزة على الإيمان والعشق الإلهي من أجل الوصول إلى إيجاد تحول جذري في أفكار الناس والسير بهم نحو الأهداف الرسالية والقيم الإلهية, وأن يحافظوا على حدود العقيدة والإيمان لعموم الناس كما عليهم أن يواجهوا حملات الشياطين من الوسواسين والخناسين.

يقول الإمام الصادق عليه السلام: "علماء أمتي مرابطون"، فهم مراقبون لحدود الإيمان التي تتعرض لهجمات الشياطين، ويقفون سداً منيعاً في وجه الغزو الذي يطال المستضعفين من ضعاف العقيدة والفكر.
 
ويكمل الإمام الصادق عليه السلام: علماء شيعتنا مرابطون في الثغر الذي يلي إبليس وعفاريته، يمنعونهم من الخروج على ضغفاء شيعتنا وعن أن يتسلط عليهم إبليس وشيعته والنواصب، ألا فمن انتصب لذلك من شيعتنا كان أفضل ممن جاهد الروم والترك والخزر ألف ألف مرة لأنه يدفع عن أديان محبينا وذلك يدفع عن أبدانهم[1].
 
يُعتبر العلامة آية الله الطباطبائي واحداً من جنود العقيدة المرابطين في متراس العلم والاجتهاد والفقاهة. وهذا العالم الجليل والمجاهد مُحيي الليل بذل جهوداً كبيرة على طول حياته المباركة وقدَّم خدمات جليلة من أجل عالم الإسلام، لاسيما لانتشار فكر أهل البيت عليهم السلام حتى نال من خلال دفاعه عن كيان التشيع والمعارف الإلهية مرتبة الشهادة.
 
وُلد آية الله السيد محمد علي القاضي الطباطبائي ابن المرحوم آية الله ميرزا باقر سنة 1331هـ.ش[2] في مدينة تبريز من عائلة كريمة ومعروفة, وتلقى علومه الأولى على يدي والده وعمه آية الله الميرزا أسد الله في تبريز, وفي سنة 1347هـ.ش. تم إبعاده مع والده إبان نهضة تبريز إلى طهران على يدي رضا خان.
 
وبعد انقضاء مدة الإبعاد في طهران تم إبعاده مجدداً لمدة سنة إلى مشهد, وفي هذه المدة تم هدم بيته وتسويته بالتراب بقرار من رضا خان بهلوي، وبعد انقضاء عدة أشهر على إبعاده عاد الى مدينة تبريز.

وفي سنة 1359هـ.ش. قصد الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة وانشغل بتحصيل العلوم الدينية وتلقَّى علومه على أيدي المراجع العظام أمثال آية الله حجت, صدر, بروجردي,كلبايكاني, الإمام الخميني قدس سره. وبعد مضيّ عشر سنوات على تحصيله للعلوم في مدينة قم المقدسة على أيدي كبار المراجع العظام غادر إلى النجف الأشرف لينهل من معين المراجع العظام هناك من أمثال آية الله الحكيم، الصدر، آية الله عبد الحسين رشتي، الميرزا باقر الزنجاني، آية الله بجنوردي، آية الله محمد حسين كاشف الغطاء، وفي سنة 1372هـ.ش. وبعد نيله أعلى المراتب في العلم والتقوى رجع إلى إيران وأقام في تبريز.

وكان للشهيد السيد القاضي الطباطبائي دور فعَّالٌ وحضور مؤثر في ساحات المواجهة مع النظام البهلوي أثناء ثورة الإمام الخميني سنة 1342هـ.ش.، وساهم مساهمة فاعلة في تحقيق الأهداف الإلهية لقائد الثورة الإسلامية الإمام الخميني قدس سره.
 
هذا الحضور المؤثر دفع سلطة الشاه إلى اعتقاله وسجنه في سجن "فرل" ومن ثَمَّ تمَّ إبعاده إلى ضاحية بافت في مدينة كرمان وإلى مدينة زنجان, وانت هذه المضايقات الجسدية والروحية التي تعرض لها السيد الشهيد سبباً في مرضه مرضاً شديداً وإقامته في المستشفى لمدة ثلاثة أشهر, وبعد تماثله للشفاء, تم إبعاده من جديد إلى العراق, وبعد إنقضاء مدة الإبعاد رجع إلى إيران وسكن مجدداً في تبريز. إلا أنّ ذلك كله لم يجعله يترك دوره الفعال في الحضور ومواجهة النظام البهلوي.
 
وبعد انتصار الثورة الإسلامية, استكمل دوره وخدماته القيمة من خلال تولي منصب ممثل الإمام الخميني في أذربايجان وإمامته جمعة تبريز, حيث تحمل من سبيل تحقيق أهداف الثورة الإسلامية أعباء كبيرة حتى كانت شهادتُه المباركة فارتفع شهيداً في سبيل الإسلام والقرآن.
 
نال السيد الشهيد فيض الشهادة أثناء عودته من مسجد (شعبان) بعد تأديته لصلاتي المغرب والعشاء على يد مجموعة ضالة أطلقت على نفسها اسم (الفرقان) فكانت شهادته مورد افتخار الإسلام والعلماء المجاهدين كما شكلت فضيحة عالمية لأعداء الإسلام.
 
في محراب العلم
من أهمّ الخصائص العلمية في شخصية آية الله القاضي علمه الوافر والغزير، فقد ترك مجموعة كبيرة من المقالات المفيدة والمحققة في عددٍ من المجلات الصادرة باللغة العربية، وله مؤلَّفات عديدة في مجالات محتلفة تفوق الأربعين مؤلَّفاً منها ما هو مطبوع ومنها ما زال مخطوطاً، ومن جملة تأليفات هذا العالم الشهيد (باللغة الفارسية): تحقيق حول الأربعين، مقدمة كتاب جنة المأوى، تاريخ القضاء في الإسلام، تقريرات الأصول لآية الله حجت كوه كمرى، حاشية على كفاية الأصول للأخوند الخراساني...[3].
 
عبد الكريم باك


[1] الاحتجاج، الشيخ الطبرسي، ج1، ص8، منية المريد، الشهيد الثاني، ص117.
[2] ورد في كتاب مفاخر آذربايجان أنه ولد سنة 1333 .
[3] جريدة جمهوري إسلامي، العدد 4177، وجريدة اطلاعات الصادرة بتاريخ 10/8/1367.

29-09-2016 | 11-03 د | 2228 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net