ثمّة أمرٌ آخر يُعتَبَر من الأولويّات الإعلاميّة والتبليغيّة في الوقت الحاضر، وهو
الدفاع عن الجمهوريّة الإسلاميّة. وإنّني أتوجّه بالحديث إلى المثقّفين والمفكّرين
المسلمين غير الإيرانيّين؛ إنّ عليهم ألّا ينظروا إلى الجمهوريّة الإسلاميّة على
أنّها كيانٌ قائمٌ في مكانٍ ما مِن العالَم أو ثورةٌ انتصرت، بإمكانهم أن يحبّوها
أو يُبغِضوها تِبعًا لميولهم وعواطفهم.
لا ينبغي أن يحملوا مثل هذه الفكرة، ولا يجب أن ينظروا إلى الجمهوريّة الإسلاميّة
من هذا المنظار؛ فإقامة الجمهوريّة الإسلاميّة حدثٌ سَعَى الاستعمار للحيلولة دون
حصوله طيلة مئتَي عامٍ؛ لكي يؤكّد على أنّ زمن الإسلام قد ولّى، وأنّ الإسلام غيرُ
قادرٍ على إدارة المجتمع وإقامة النظام السياسيّ.
إنّ الجمهوريّة الإسلاميّة تعني حاكميّة القرآن، وحاكميّة الإسلام. ومن واجب كلّ
مسلمٍ، في أيّة بقعةٍ من أرجاء العالَم، أن يدافع عن هذا الكيان، ليس لأنّه يعود
لنا أو متعلّقٌ بنا...
لم يكن هناك نظامٌ في العالَم قد اتّحد الكفرُ والاستكبارُ كلُّه لقمعه وضربه، لا
لشيءٍ إلّا لأنّه إسلاميٌّ، ﴿وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا
بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾[1]، هو نظام الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران.
إنّنا نعتقد أن الدفاع عن الجمهوريّة الإسلاميّة، في الوقت الحاضر، هو أحد أهمّ
أولويّات التبليغ للإسلام في العالَم، بل ويُعدُّ من أوائل تلك الأولويّات.
محاضرات القائد، الفكر الأصيل، منظّمة الإعلام الإسلاميّ،
1410هـ.
[1] سورة البروج، الآية: 8.