عليكم بمراعاة الاعتدال، والاعتدال يعني تفادي الإفراط في أيّ اتّجاه كان، فبعض الخطباء يفرّطون؛ إمّا في الجهات الأخلاقيّة، أو الجهات السياسيّة، لا فرق أيّاً كانت الجهة، فالإفراط مذموم في الأحوال كلّها. بالطبع، أكثر ما يحتاج الناس إلى الأخلاقيّات، فنحن بحاجة إلى ثورة أخلاقيّة، لكن لا يكون الأمر بحيث إذا تناولنا القضايا الأخلاقيّة، أو قرأنا على الناس حديثاً، أغفلنا تماماً القضايا الراهنة، والقضايا الثوريّة، وقضايا العالم، وقضايا الحياة. وكما ذكرت، بعضهم يرتقي المنبر، لكنّ السامع يظنّ أنّه لم تحدث ثورة في البلد! هذا إفراط في جانب، والإفراط في الجانب السياسيّ خاطئ أيضاً، فبعضهم يخصّص جميع خطبته من بدايتها إلى نهايتها، للأمور السياسيّة، ولا نجد عبارةً في الأخلاق والنصيحة والتهذيب والأحكام.
خطاب القائد مسؤولي التثقيف العقائديّ في الحرس 3/3/1363هـ.ش.