يتفاوت التبليغ (أي التوصيل وأدواته) تبعاً للظروف. فتارةً نريد نقل شيء إلى الغرفة المجاورة، وأخرى إلى مكان يبعد مسافة فرسخ، وتارةً ثالثةً إلى أقصى نقطة في العالم، أحياناً تعترضنا الحجب والجدران، وأحياناً يجب علينا اجتياز العقبات والجبال، وقد يستجيب المقابل طواعيةً لنا، وقد نحتاج إلى الأدلة والبراهين لإقناعه، بل قد يظلّ يقف على مسافة منّا ممتنعاً عن القبول بأفكارنا.
إذن، فالتبليغ يتقوّم بأقسام وأنواع متعدّدة تبعاً للظروف المختلفة، تُرى ما الذي يشخّص أداة التوصيل وأسلوبه؟ إنّه إبداعكم وذوقكم وفهمكم وسرعتكم في النقل، إذا كان المطلوب نقل مقدار من الماء مسافة فرسخ، وحملتموه في كأس هذه المسافة كلّها بحيث تساقط أغلبه أثناء النقل، فإنّ العقلاء يدهشون لعملكم، لأنّه ليس هكذا ينقل الماء بل يحتاج إلى جرّة أو كوز.
(خطاب للإمام الخامنئيّ ألقي في 29/11/1371هـ.ش)