الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات

المحاضرة السادسة والعشرون
جوانب المساواة بين الرجل والمرأة في الإسلام

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

وقوله تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ1.

الهدف:
بيان بعض الموارد التي تتساوى فيه النساء مع الرجال في الشريعة الإسلاميّة للتأكيد على كون المرأة عنصراً مهمّاً في بناء الإنسان والمجتمع.


مقدّمة
كرّم الإسلام المرأة تكريماً كبيراً لم تشهده في كافّة الحضارات سواء القديمة منها أو الحديثة إذ جعلها قرين الرجل وشريكه في بناء المجتمع والإنسان وأناط بها أدواراً كبيرة لا تقلّ أهميّة على الدور الذي يلعبه الرجل.

تساوي الرجل والمرأة في قوانين الجزاء في الآخرة: ﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا2.

فالإسلام يرى المرأة كالرجل انساناً مستقلّاً حرّاً، وهذا المفهوم جاء في مواضع عديدة من القرآن الكريم كقوله تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ 3. وقوله تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَ4.قال تعالى: ﴿أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ5. وقوله تعالى: ﴿وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرً6.

التساوي في قوانين الجزاء في الدنيا: قال تعالى: ﴿الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ...7. وقوله تعالى: ﴿السَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ8.

التساوي في الملكيّة: فقد أباح الإسلام للمرأة كلّ ألوان الممارسات الإقتصاديّة والتكسّبات الماليّة، وجعلها مالكة عائدها وأموالها، يقول تعالى: ﴿لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ9. فكلمة (اكتساب) خلافاً لكلمة (كسب) - لا تستعمل إلّا فيما يستفيد الإنسان لنفسه. التساوي في اكتساب العلوم والمعارف: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله علية واله وسلم فقالت: يا رسول الله ذهب الرجال بحديثك، فاجعل لنا من نفسك يوماً نأتك فيه تعلّمنا ممّا علّمك الله؟ قال: "اجتمعن يوم كذا وكذا في موضع كذا وكذا، فاجتمعن"، فأتاهنّ النبيّ صلى الله علية واله وسلم فعلمهنّ ممّا علّمه الله10.

وطلب النسوة من النبيّ صلى الله علية واله وسلم يدلّ على أنّ إكتساب العلم حاجة فطريّة وعقليّة عند الرجال والنساء، كما أنّ استجابة النبيّ صلى الله علية واله وسلم لطلب النسوة كاشف عن أنّ الإسلام يريد للمجتمع كافّة برجاله ونسائه أن يكونوا على مستوى عالٍ من العلم والمعرفة.

المشاركة في الحياة السياسيّة: من إلمام بالواقع السياسيّ والتحديّات المفروضة والمساهمة في بناء وعي سياسيّ للأمّة فضلاً عن الحضور السياسيّ في المجالس التمثيليّة للشعب والإنضواء تحت راية وكيان الإسلام وغير ذلك. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ 11.

جهاد المرأة: أخرج البيهقيّ عن أسماء بنت يزيد الأنصاريّة أنّها أتت النبيّ صلى الله علية واله وسلم وهو بين أصحابه، فقالت: بأبي أنت وأمّي! إني وافدة النساء إليك، واعلم - نفسي لك الفداء - أنّه ما من امرأة كائنة في شرق ولا غرب سمعت بمخرجي هذا إلّا وهي على مثل رأيي، إنّ الله بعثك بالحقّ إلى الرجال والنساء، فآمنا بك وبإلهك الذي أرسلك، وإنّا معشر النساء محصورات مقصورات، قواعد بيوتكم ومقضى شهواتكم وحاملات أولادكم، وإنّكم معاشر الرجال فضّلتم علينا بالجمعة والجماعات وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحجّ بعد الحجّ، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله، وإنّ الرجل منكم إذا خرج حاجّاً أو معتمراً أو مرابطاً حفظنا لكم أموالكم، وغزلنا لكم أثوابكم، وربّينا لكم أولادكم، فما نشارككم في الأجر يا رسول الله؟. فالتفت النبيّ صلى الله علية واله وسلم إلى أصحابه بوجهه كلّه ثمّ قال: "هل سمعتم مقالة امرأة قطّ أحسن من مساءلتها في أمر دينها من هذه"؟ فقالوا: يا رسول الله ما ظننا أنّ امرأة تهتدي إلى مثل هذا!. فالتفت النبيّ صلى الله علية واله وسلم إليها ثمّ قال لها: "انصرفي أيّتها المرأة، وأعلمي من خلفك من النساء أنّ حسن تبعّل إحداكنّ لزوجها وطلبها مرضاته واتباعها موافقته يعدل ذلك كلّه. فأدبرت المرأة وهي تهلّل وتكبّر استبشاراً"12.

وهذه الرواية تدلّ بما لا يرقى إليه الشكّ أنّ الساحة الأساسيّة والميدان الأوّل لعمل المرأة هو بيتها، ولا شكّ أنّ هذه مسؤوليّة جسيمة أناطها الشرع بالمرأة وأجزل لها الثواب عليها إن أدّت تكليفها بالشكل المطلوب

* خير الزاد في شهر الله، المركز الإسلامي للتبليغ، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية، ط1، تموز 2010م.


1- النحل: 97.
2- الأحزاب: 35.
3- المدّثر: 38.
4- فصلت: 46.
5- آل عمران: 195.
6- النساء: 124.
7- النور: 2.
8- المائدة: 38.
9- النساء: 32.
10- ميزان الحكمة، ج4، ص2968.
11- الممتحنة، 12.
12- بحار الأنوار، ج101. ص306.

19-08-2010 | 09-18 د | 2904 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net