من نقاطِ الأمل تآكل الجبهة المقابلة لنا وتهاويها، أقول هذا بنحو قاطع -وبالتأكيد، سيبادر بعض الأشخاص فوراً إلى التبرير والتأويل والإنكار وما شابه، لكنّني أقولها بحسم وقطع، وأستطيع إثبات ذلك، لكن ليس هنا محلّه- إنّ الحضارة الغربيّة تعاني اليوم من الانحطاط، وهي حقّاً في حال الزوال ﴿عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ﴾[1]، إنّها على شفير الهاوية، هكذا هي. وحتماً، فإنّ أحداث المجتمعات وتغيّراتها تحدث بشكلٍ تدريجيّ، ولا تُحسّ بسرعة. لقد شعر حتّى العلماء الغربيّون بهذا، وراحوا يذكرونه على ألسنتهم ويقولونه، هذه أيضاً من نقاط أملنا.
الحضارة الغربيّة المادّيّة تقف مقابلنا، وهي آيلة إلى التفسّخ والبلى، هذه أيضاً من النقاط الباعثة على الأمل. ثمّ هناك وعد الله الذي لا يُخلف ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ﴾[2]، حسناً، ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلً﴾[3] مَن أصدق من الله وأوفى عهداً منه؟ الله يقول: ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ﴾ إن نصرتُم الله، أي إن سرتُم نحو حضارة الإسلام والمجتمع الإسلاميّ، وتحقّق دين الله، فإنّ الله سوف ينصركم، هذه نقطة أمل.
(من كلام للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 22/05/2019م)
[1] سورة التوبة، الآية 109.
[2] سورة محمّد، الآية 7.
[3] سورة النساء، الآية 122.