الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلاميّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في خطبتَي صلاة عيد الفطركلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من الطلّاب الجامعيّينكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في اللقاء الرمضانيّ مع مسؤولي البلادبِهذا جُمِعَ الخَيرُ

العدد 1612 07 شوال 1445 هـ - الموافق 16 نيسان 2024 م

لَا تُطَوِّلْ فِي الدُّنْيَا أَمَلَكَ

العامل الأساس للنصر مراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِن
من نحن

 
 

 

التصنيفات

العدد 1514 02 ذو القعدة 1443 هـ - الموافق 02 حزيران2022م

أسس الارتباط بنهج الإمام الخمينيّ (قُدِّس سرّه)

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين.

نعزّي صاحب العصر والزمان والأمّة الإسلاميّة جمعاء والمستضعفين في الأرض، بذكرى رحيل الإمام الخمينيّ (قُدِّس سرُّه الشريف)، مُفجِّر الثورة الإسلاميّة في إيران.

أيّها الأحبّة،
إنّ للإمام الخمينيّ على أمّتنا بعد فضل الله فضلاً عظيماً؛ ذلك أنّه عاش ورحل عن هذه الدنيا، وقد ترك إرثاً كبيراً من الفكر والروحيّة الإسلاميّة، التي تستطيع الأمّة أن تتّخذه نهجاً حيّاً لسيرها في طريق الحقّ والتمسّك بمبادئ الإسلام، ومناهضة الاستكبار والظلم.

ومن حقّ الإمام الخمينيّ على أبناء الأمّة، وهو الذي عاش لله في حياته، وفي خدمة عباده سبحانه، أن يحفظوا نهجه وخطّه اللذين لم ينفكّا عن نهج الإسلام المحمّديّ الأصيل، بل كان -رضوان الله عليه- خير ممثّل ومجسّد لذاك النهج الإسلاميّ العظيم.

إنّ ما تمتاز به حركة الإمام الخمينيّ (قُدِّس سرُّه) أنّه استطاع ترجمة مبادئ الفكر الإسلاميّ على أرض الواقع، ليكون فاعلاً ومؤثِّراً في حياة الناس، في حاضرهم ومستقبلهم، في جميع الأصعدة والميادين، الاجتماعيّة والثقافيّة والسياسيّة.

وهذا ما توضّحت معالمه منذ تفجير ثورته المباركة حتّى أيّامنا هذه، إذ إنّ الذين اتّبعوا نهجه وخطّه، قد رفعوا راية المواجهة للاستكبار العالميّ، ولم يتوانوا عن مقارعة الظالمين وحمل راية المستضعفين، وإن دلّ هذا على شيء، فإنّما يدلّ على عمق تأثّرهم بطروحات الإمام التي لا تنفكّ عن ثقافة الإسلام الأصيل.

الارتباط بنهج الإمام (قُدِّس سرّه)
إنّ الحرص على حفظ نهج الإمام، ينبغي أن يكون أساساً من الأسس التي يستند إليها كلّ طالب للحقّ ومناهض للباطل، ولا يكون ذلك إلّا بالارتباط بنهجه والتمسّك به، وفي طريق ذلك الكثير من المقدّمات والسلوكيّات، التي لا بدّ من تحقيقها، سواء أكان على صعيد الفرد أم على صعيد الجماعة.

أسس الارتباط بنهج الإمام (قُدِّس سرّه)
الارتباط بالله تعالى

إنّ للارتباط بالله تعالى آثاراً جليلة وعظيمة في حياة الإنسان، على صعيد الدنيا والآخرة، فليست دائرة آثار العبادة والتوجّه نحو الباري سبحانه أمراً محدوداً بجهة من جهات حياة الفرد، بل لها آثار تتشعّب على مفاصل حياته كلّها، من النواحي الفكريّة والروحيّة والاجتماعيّة.

وثمّة الكثير من الشواهد القرآنيّة التي تؤكّد مدى تأثير الإيمان والارتباط بالله تعالى في جوانب حياة الإنسان عامّة، كما في قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾[1].

وقوله تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾[2]، وغير ذلك من الآيات المباركة.

وبما أنّ خطّ الإمام الخمينيّ يمثّل في حقيقته خطّ الإسلام المحمّديّ الأصيل، ويرسم في حركته ما أراده الإسلام، فلا بدّ حينها لمن رام التمسّك بهذا الخطّ، من أن يرتبط بالله سبحانه وتعالى، وهذا ما يجعله أكثر التزاماً بمبادئ هذا النهج.

ثمّة نماذج مذهلة للكثير ممّن التزموا إرشادات الإمام الخمينيّ، فعملوا بها وتحرّكوا طبقاً لتطلّعاته، وثبتوا عند الزلازل السياسيّة التي اعترضت طريق الثورة، مع كلّ ما فيها من مخاطر ومزالق، ومع ذلك لم ينحرفوا عن جادّة الاستمرار بخوض الثورة حتّى النصر النهائيّ.
وهذا في الواقع يرجع إلى ارتباطهم بالله أوّلاً، إ ذ جعل قلوبهم شديدة لا تلين أمام المنعطفات والبلاءات.

الامتداد لنهج الأنبياء (عليهم السلام)
لم يكن نهج الإمام بغريب عن نهج الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام)، بل كان امتداداً لما جاؤوا به، وترجمة فعليّة لما أرادوه ودعوا إليه.

وقد أوضح الله تعالى في آيات عديدة الحكمة من بعثة الأنبياء والرسل، يقول تعالى: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ﴾[3]، وإنّ قيام الناس بالقسط، إنّما يحقّق صلاح دينهم ودنياهم، وهو هدف سامٍ دعا إليه الأنبياء، ومن بعدهم الأئمّة الأطهار (عليهم السلام) والعلماء الذين كلّفوا مهمّة نشر التعاليم الحقّة، والذين كانوا بمثابة الوارثين للأنبياء (عليهم السلام)، لجهة كونهم دعاة ومبلّغين لتعاليم الله تعالى، عن الإمام الصادق (عليه السلام): «العلماء ورثة الأنبياء»[4].

ولقد كان الإمام الخمينيّ من أولئك العلماء، الذين تحمّلوا المسؤوليّة وأبلوا في ذلك بلاءً حسناً.

التمسّك بخط الجهاد
إنّ للجهاد في الإسلام مكانةً كبرى، فقد أعظم الله فضل المجاهدين على غيرهم، كما في قوله تعالى: ﴿فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا﴾[5].

وكذلك ما وصفه به الإمام عليّ (عليه السلام) قائلاً: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الْجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، فَتَحَه اللَّه لِخَاصَّةِ أَوْلِيَائِه وهُوَ لِبَاسُ التَّقْوَى، ودِرْعُ اللَّه الْحَصِينَةُ وجُنَّتُه الْوَثِيقَةُ، فَمَنْ تَرَكَه رَغْبَةً عَنْه أَلْبَسَه اللَّه ثَوْبَ الذُّلِّ وشَمِلَه الْبَلَاءُ»[6].

لم تكن حركة الإمام الخمينيّ مجرّد رؤية نظريّة، تُطرح في كتاب هنا، وتُلقى في محاضرة هناك، بل كانت إلى جانب كونها محكمة من الناحية النظريّة والعلميّة والشرعيّة، حركةً عمليّةً مقوّمةً بالجهاد في سبيل الله تعالى، وقد سقط في طريق انتصارها العديد من الشهداء والجرحى.

لأجل ذلك، فإنّ من أراد اتّباع نهج الإمام الخمينيّ، لا بدّ من أن يضع الجهاد نصب عينيه؛ ذلك أنّه من أسس الانتصار وإلحاق الهزيمة بالقوى المعادية، التي لا تعرف إلّا القوّة، كالكيان الصهيونيّ الغاشم.

الارتباط المعنويّ بالإمام الخمينيّ (قُدِّس سرّه)
إنّ الارتباط بالوليّ يتمحور في شعبٍ ثلاث:
1. أن يكون ارتباطاً معرفيّاً؛ أي أن يعرف وليّه حقّ المعرفة، ويدرك جيّداً مقامه ومكانته.
2. أن يرتبط به سلوكيّاً؛ أي أن يسلك مسلكه، وتكون حركته مطابقة لمراد الوليّ وإرشاداته.
3. أن يرتبط به عاطفيّاً؛ مزيلاً أشكال الجفاء والبعد، وترجع أهمّيّة ذلك إلى الآثار المباشرة في التفاعل بين الوليّ والموالي؛ فكلّما كان هناك ارتباط معنويّ، كان التأثّر أشدّ وأعظم.
لأجل ذلك، فإنّ الارتباط بالإمام الخمينيّ (قُدِّس سرُّه) ينبغي أن يكون على الأصعدة الثلاث هذه، وهي أمور متاحة.


[1] سورة التغابن، الآية 11.
[2] سورة النحل، الآية 97.
[3] سورة الحديد، الآية 25.
[4] الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج1، ص23.
[5] سورة النساء، الآية 95.
[6] السيّد الرضيّ، نهج البلاغة، ص69، الخطبة 27.

02-06-2022 | 15-01 د | 863 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net