الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
الشهيد آية الله عبد الحسين دستغيب
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

هو نجل المرحوم العلامة السيد حكيم دستغيب، ولد الشهيد في عام 1333 هجري الموافق لسنة 1913 م. بمدينة شيراز من عائلة دينية وبعد أن أتم دراسة السطوح من دراسات الحوزة العلمية غادر مسقط رأسه متوجها إلى النجف الأشرف سنة 1935 م. لإكمال دراسته الدينية هناك، وبعد إحراز درجات رفيعة في تحصيل العلوم الدينية وبلوغه درجة الاجتهاد عاد إلى مسقط رأسه شيراز.

تتلمذ الشهيد على أيدي أساتذة العلوم والفضيلة آنذاك، فتلقى النحو العربي عند العلامة الشيخ إسماعيل في مسجد نصير الملك، والفلسفة والحكمة عند الشيخ أحمد الدرابي، وآية الله الشيخ علي أكبر آخوند الذي كان من المراجع المعروفين في محافظة فارس، ثم تلقى الفقه على يد الأستاذ الشيخ عبد الكريم، وحضر بحوث الخارج على يد الشيخ محمد كاظم، ولقد كان الشهيد دستغيب حائزا ً على ثمان إجازات في الإجتهاد صدرت جلها من قبل علماء كبار نذكر منهم: السيد أبو الحسن الأصفهاني، والشيخ محمد كاظم القاضياني العراقي، والسيد ميرزا الأصبهاناتي.

وعند عودته الى شيراز سكن الشهيد آية الله دستغيب في منزل يقع في أقصى الجنوب بمدينة شيراز، وفي حي قديم جدا ً ورث المنزل عن أجداده، وكان في حياته ملجأ ومأوى لمختلف الطبقات من الناس، يقبلون عليه لحل مشاكلهم ومسائلهم.

وبعد استشهاده تبدل هذا المنزل إلى مدرسة دينية، يتلقى الطلاب فيها علومهم، وكان رحمه الله يحبه حبا ً جما ً، وكان يرفض طلب الأصدقاء عندما يطلبون منه تبديل هذا البيت ببيت آخر، في منطقة أكثر أمنا ً من هذه، ويجيبهم: أود أن أكون بين الناس وفي هذه الأزقة لأنظر في أمور الناس.

نشاطاته الدينية
ومنذ أن عاد الشهيد إلى مدينة شيراز، بدأ بتنفيذ خدماته الدينية والسياسية، فنفث روح التدين في نفوس قاطبة سكان محافظة فارس، وبدأ بترويج تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، فأشعل في نفوسهم حماسا ً دينيا ً، وجعل من مسجد الإمام الباقر عليه السلام منطلقا ً لنشاطاته فشرع بأقامة الصلاة هناك ونظرا ً لتهافت الناس اضطر للإنتقال إلى مسجد تباليون الذي كان أوسع من سابقه، ثم انتقل إلى المسجد الجامع بعد تعميره.ودأب على إقامة يقيم مراسم دعاء كميل الأسبوعية، وكان يتحدث للناس من خلال تلك المراسم، وكان لأحاديثه اثر كبير في هداية كثير من الضالين على الرغم من تفشي الفساد وضغط النظام الحاكم في إيران آنذاك.

ما قام به من إحياء المدارس الدينية وتوسيعها، فالمدارس الدينية التي أفرغت من طلبة العلوم الدينية، جراء سياسة النظام الشاهنشاهي المقبور، وأصبحت خرائب متروكة، عادت إليها الحياة وهيئت للتدريس فيها، ومن جملة هذه المدارس نذكر ما يلي: مدرسة خان، مدرسة قوام، مدرسة حكيم، مدرسة هاشمية، مدرسة آقابابا خان التي كانت تدار بإشرافه المباشر، وكان يلقي بعض الدروس فيها، وكذلك أنشئت مدرسة علمية حديثة بفضل جهوده، وتحتوي هذه المدرسة على ثمانين غرفة.

نشاطاته السياسية
كان المرحوم آية الله دستغيب من أشد الموالين للإمام الخميني والمدافعين عن خط ولاية الفقيه وكان يتلقى منه كافة التوجيهات وقد كان من ألد أعداء نظام الشاه خيث انه لو يوفر جهداً في مواجهته والوقوف بوجهه وقد سُجلت له المواقف الهامة منها:

اعتراضه الشديد على قانون نزع الحجاب الإسلامي الإجباري الذي سنّه رضا خان، من خلال المحاضرات التي كان يلقيها آنذاك.

ضمّ صوته إلى صوت قائد الثورة الإسلامية الإمام الخميني، في معارضة قانون (الانتخابات العامة والمحلية) الذي سنّه الشاه عام 1962 م.

على اثر تضامنه مع نهضة الإمام الخميني في 15 / خرداد / 1963 م، تم اعتقاله من قبل قوات أمن الشاه (الساواك) مرتين ثم أطلق سراحه. وفي عام 1389 هجرية، حاصرت بيته قوات نظام الشاه ووضعته تحت الإقامة الجبرية، ولكن سرعان ما جوبهت هذه الإجراءات بردود فعل شديدة من قبل أبناء الشعب، فتراجعت السلطة عن فعلتها النكراء.

قام باعتراض شديد على (مهرجان الفن)، الذي عقده الشاه قبل أنتصار الثورة الإسلامية بسنة واحدة في مدينة شيراز، وكان ينفق عليه الاموال الطائلة، ويدعو فيه الاجانب للمارسة أنواع المنكرات على حساب معاناة الشعب الإيراني المحروم.

قبل سقوط نظام الشاه بشهرين (أواخر عام1978 م.) اعلن في شيراز عن تشكيل حكومة عسكرية إسلامية، ودعا الناس إلى عدم مراجعة دوائر النظام وقال: من كان لديه مشكلة فليراجعني شخصياً لأحل مشكلته، وعند تصاعد أحداث الثورة واقتراب النصر النهائي في (11/2/1979) سلّم كثير من قادة الجيش والشرطة انفسهم للسيد دستغيب، وبهذا أصبح داره مقراً من مقرات الحكومة الإسلامية الفتية.

بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 م ونظراً لتضحياته الجسيمة أصبح ممثلاً للإمام الخميني في محافظة فارس وإماماً للجمعة في مدينة شيراز.

ثم بعد ذلك أصبح نائباً عن محافظة فارس في مجلس الخبراء، أخذ يهتم كثيراً بوحدات الجيش وحرس الثورة الإسلامية وقوات الامن الداخلي، ويقوم بزيارات منظمة لهم مما ادى إلى سرعة الانسجام بين هذه الوحدات.

أمر ببناء عشرات المساجد والمدارس الدينية من قبيل مدرسة حكيم، مسجد الرضا، مسجد المهدي، وغيرها.

أمر بتوزيع آلاف الامتار المربعة لسكن المحرومين والمستضعفين على شكل مجمعات سكنية منها: مجمع علي بن أبي طالب، مدينة الشهيد دستغيب، مجمع خاتم الأنبياء.

كان يعمل كثيراً على تشجيع الشباب في المشاركة بالحرب المفروضة من قبل النظام العراقي ضد إيران، ويعمل على تعبئتهم بالإمكانات كافة.

مؤلفاته
للسيد عبد الحسين دستغيب أكثر من ثلاثة وثلاثين مؤلفاً في مختلف العلوم، كما ترجمت بعضها إلى اللغات الأخرى مثل: العربية والانجليزية والفرنسية والألمانية والأوردوية ومنها:

النبي والقرآن، آداب من القرآن، تفسير سورة الحديد، تفسير سورة ياسين، قلب القرآن، الاستعاذة، فاطمة الزهراء وزينب الكبرى سلام الله عليهما، الخطبة الشعبانية، اثنان وسبعون سؤالاً، العبودية سر الخليقة، صلاة الخاشعين، القلب السليم، الذنوب الكبيرة، المعاد، المعراج، خصائص من القرآن، معارف من القرآن، القصص العجيبة، جنة الخلود، النفس المطمئنة، النهضة الحسينية، النبوة، الدار الآخرة، الأخلاق الإسلامية، الإمامة، القيامة، المظالم، التوحيد، العدل.

اغتياله
ولما لم يكن المنافقون قادرين على تحمل رجل تقي بالمعنى الصحيح، متصف ٍ بالأخلاق الفاضلة ونموذج للعلم والتقوى والفضيلة والجهاد والعرفان، أقدموا على اغتياله وهو ذاهب إلى المكان المقدس الموعود لإقامة صلاة الجمعة في جموع المؤمنين الملتزمين، وذلك في الحادي والعشرين من شهر ربيع الأول سنة 1401 هجرية الموافق ل 1981م، حيث اسرعت اليه فتاة في التاسعة عشرة من عمرها تنتسب إلى زمرة المنافقين اعداء الثورة الإسلامية في إيران، بحجة انها تريد ايصال رسالة إليه، ثم دوّى انفجار مهيب لقنبلة فيها عدة كيلوغرامات من مادة الـ (تي أن تي)، تقطّع على اثره جسد السيد إرباً إرباً، وسقط شهيداً ثم جمعت أجزاء جسده المقطع ووري جثمانه الثرى، ومن كراماته أنه في اليوم السابع لاستشهاده جاءت إحدى السيدات العلويات الطاهرات وقالت: رأيت في الليلة الماضية الشهيد دستغيب في منامي وأبلغني بأنه غير مرتاح، لأن قطعاً من جسمه لا تزال باقية على طابوق الزقاق الذي استشهد فيه، وطلب مني ان أخبركم عن ذلك، وبعد البحث والسعي الحثيث في ذلك الزقاق، تم العثور على قطع من الجلد واللحم، واعلنوا عن ذلك وفتحوا القبر الشريف والحقوا تلك القطع بجثمانه الطاهر.

قال الإمام الحميني بشأنه أثناء حياته: "أنه بحق معلم الأخلاق ومهذب النفوس"

وعند استشهاده قال: "إن نصر الإسلام باستشهاده".

11-01-2011 | 06-12 د | 3265 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net