ابن زيدون . احمد بن عبد الله بن احمد بن غالب بن زيدون المخزومي الاندلسي القرطبي الشاعر المشهور كان من خواص المعتضد عباد صاحب اشبيلية وكان معه في صورة وزير. له اشعار كثيرة ومن بديع قلائده هذه القصيدة:
ونـاب عن طيب لقيانا تجافينا
يقضي علينا الاسى لولا تاسينا
سـودا وكانت بكم بيضا ليالينا
ثوبا من الحزن لا يبلى ويبلينا
انـسا بـقربكم قـد عاد يبكينا
وانـبت ما كان موصولا بايدينا
والـيوم نحن ولا يرجى تلاقينا
اذ طـالما غـير النأي المحبينا
عنكم ولا انصرفت فيكم امانينا
|
اضحى التنائي بديلا من تدانينا
تـكاد حـين تناجيكم ضمائرنا
حـالت لـبعدكم ايـامنا فغدت
مـن مـبلغ الملبسينا بانتزاحهم
ان الزمان الذي قد كان يضحكنا
فـانحل ما كان معقودا بانفسنا
بـالامس كنا وما يخشى تفرقنا
لا تـحسبوا نـأيكم عنا يغيرنا
والله مـا طـلبت ارواحنا بدلا
|
توفي باشبيلية سنة 463 وكان له ولد يقال له ابو بكر تولى وزارة المعتمد بن عباد قتل يوم اخذ يوسف بن تاشفين قرطبة من ابن عباد وذلك في 2 صفر سنة 484 . قال الشيخ ابن نما الحلي في كتابه مقتل الحسين المسمى بـ(مثير الاحزان):
وقد ختمت كتابي هذا بهذه الابيات وهي لابن زيدون المغربي تنفذ في كبد المحزون نفوذ السمهري.
شـوقاً الـيكم ومـا جـفّت مأقينا
يـقضي عـلينا الاسى لولا تأسينا
سـوداً وانـت بـكم بـيضاً ليالينا
كـنـتم لارواحـنـا إلا ريـاحينا
ثـوباً مـن الحزن لا يبلى ويبلينا
أنـساً بـقربكم قـد عـاد يـبكينا
بـان نـغصّ فـقال الـدهر آمينا
وأنـبتّ مـا كـان موصولاً بايدينا
والـيوم نـحن ولا يـرجى تلاقينا
إذ طـالما غـيّر الـنأي الـمحبينا
عـنكم ولا انـصرفت فيكم أمانينا
رأيــاً ولـم نـتقلّد غـيره ديـنا
ورداً جـلاه الـصبا غضّاً ونسرينا
مَـن لو على البعد حياً كان يحيينا
وقـدرك الـمعتلي فـي ذاك يكفينا
فـحسبنا الـوصف ايضاحا وتبيينا
سـالين عـنه ولـم نـهجره قالينا
صـبـابة بـك تـخفيها فـتخفينا
|
بـنتم وبـنّا فـما ابـتلّت جوانحنا
تـكاد حـين تـناجيكم ضـمائرنا
حـالـت لـبعدكم أيـامنا فـغدت
لـيبق عـهدكم عـهد السرور فما
مَـن مـبلغ الـملبسينا بـانتزاحهم
إن الـزمان الـذي قد كان يضحكنا
غيظ العدى من تساقينا الهوى فدعوا
فـانحل مـا كـان معقوداً بانفسنا
بـالامس كـنا ومـا يخضى تفرّقنا
لا تـحسبوا نـأيكم عـنا يـغيرنا
والله مـا طـلبت أرواحـنا بـدلاً
لـم نـعتقد بـعدكم إلا الـوفاء لكم
يـا روضة طال ما اجنت لواحظنا
ويـا نـسيم الـصبا بـلّغ تـحيّتنا
لـسنا نـسمّيك إجـلالاً وتـكرمة
اذا انـفردت وما شوركت في صفة
لـم نـجف أفـق كمال أنت كوكبه
عـليك مـنا سـلام الله مـا بقيت
|
ومن شعره
فـما الـبكاء على الاشباح والصور
عـن نـومة بين ناب الليث والظفر
والبيض والسود مثل البيض والسمر
يـد الـضراب وبـين الصارم الذكر
فـما صـناعة عـينيها سوى السهر
مـن الـليالي وخـانتنا يـد الـغير
مـنا جـراح وان زاغت عن البصر
كـالايم ثـار الى الجاني من الزهر
لـم تـبق منها وسل ذكراك من خبر
واسـلمت كـل مـنصور ومنتصر
مـن غـيله حـمزة الـظلام للجزر
وامـكنت مـن حـسين راحتي شمر
فـدت عـليا بـمن شاءت من البشر
اتـت بـمعضلة الالـباب والـفكر
يـبوء بـشسع لـه قد طاح او ظفر
عـليه وجـدا قـلوب الآي والسور
دم بـفـخ لآل الـمـصطفى هـدر
|
الـدهر يـفجع بـعد الـعين بالاثر
انـهـاك انـهاك لاالـوك مـوعظة
فـالدهر حـرب وان ابـدى مسالمة
ولا هــوادة بـين الـراس تـاخذه
فـلا تـغرنك مـن دنـياك نـومتها
ومــا الـليالي اقـال الله عـثرتنا
فـي كـل حـين لنا في كل جارحة
تـسر بـالشيء لـكن كـي تعز به
كـم دولـة مـضت والنصر يخدمها
وروعـت كـل مـامون ومـؤتمن
ومـزقت جـعفرا بالبيض واختلست
واجـزرت سـيف اشـقاها ابا حسن
ولـيتها اذ فـدت عـمروا بـخارجة
وفي ابن هندوفي ابن المصطفى حسن
واردت ابـن زيـاد بـالحسين فـلم
واحـرقت شـلو زيد بعدما احترقت
واسـبلت دمـعة الروح الامين على
|
* ادب الطف ـ الجزء الثاني320_323