الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1644 23 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 26 تشرين الثاني 2024 م

ضياع القِيم في عصر الغَيبة

وللمظلوم عوناًالكلّ يحتاج إلى الصبر مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

العدد 1101 - 03رمضان1435هـ الموافق 01 تموز2014م
شهر رمضان فرصة للإصلاح السلوكي والعودة إلى القيم

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل


 محاور الموضوع
1. مقدمة
2. شهر رمضان وترسيح القيم الإسلامية.
3. أبرز القيم والسلوكيات التي يرسخها فينا شهر رمضان المبارك.
4. خاتمة: دعاء.
 
الهدف:
 
إبراز القيم والسلوكيات التي يساعدنا شهر رمضان على ترسيخها للتركيز على تثبيتها خلال هذا الشهر الكريم.
 
تصدير:
 
من دعاء الإمام زين العابدين  عليه السلام إذا دخل شهر رمضان: "اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِه، وأَلْهِمْنَا مَعْرِفَةَ فَضْلِه وإِجْلَالَ حُرْمَتِه، والتَّحَفُّظَ مِمَّا حَظَرْتَ فِيه، وأَعِنَّا عَلَى صِيَامِه بِكَفِّ الْجَوَارِحِ عَنْ مَعَاصِيكَ، واسْتِعْمَالِهَا فِيه بِمَا يُرْضِيكَ.."1.
 
 مقدمة:
 
شهر رمضان المبارك هو شهر بناء النفس وتربية روح التقوى في جميع أبعاد حياة الإنسان. وهو شهر التواصل الاجتماعي والتراحم والإحسان.
 
شهر رمضان هو شهر التغيير، فالنفوس فيه تتغير، والأخلاق تتسامى، والإرادة تكبر، والصبر يعظم. وعندما يُقبل فإنه يترك أثره حتى على المبتعدين عن أجواء الاستفادة منه والاغتراف من معينه. وكيف لا يكون كذلك وقد وصف الله عز وجل في كتابه إحدى لياليه وهي ليلة القدر بأنها خير من ألف شهر2، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "... شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات"3.
 
شهر رمضان وترسيخ القيم الإسلامية:
 
القيم الإسلامية هي تلك المطلوبات التي طلبها الله عز وجل وأراد لها أن تتوفر في حياة الفرد وسلوك المجتمع الإسلامي. فالصدق على سبيل المثال هو إحدى تلك القيم التي ربّانا عليها الإسلام وعمل على ترسيخها في مجتمعاتنا من خلال آيات القرآن الكريم، وكلمات العترة الطاهرة وسيرتهم.
 
فالمجتمع أو الفرد اللذان يعيشان من دون قيم حقة وصحيحة هما ميتان بالمنظار الإسلامي، يقول تعالى: ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَ4. فالبعيد عن نور الحق ومنبع القيم الربانية هو بلا روح في حقيقة الأمر، وحياته بالعودة إلى هذه القيم.ولأنه لا يكفي أن يتعرف الإنسان أو المجتمع على "القيم" الحقة نظرياً حتى يحوزها ويعمل على أساسها، فإن أروع وأنبل ما يقدمه لنا شهر رمضان المبارك أنه يساعدنا على صهر القيم الحقة والسلوكيات الصحيحة في نفوسنا.إن الذي يعيش الجوع والعطش والابتعاد عن الرغبات النفسانية في ظل أجواء مفعمة بالدعاء والذكر وفي شهر مليئ بالرحمة والبركة لهو أقدر على ترسيخ العديد من القيم الإسلامية الأصيلة فيما لو أراد ذلك.
 
أبرز القيم والسلوكيات التي يرسخها فينا شهر رمضان المبارك:
 
ما سنذكره هو بعض هذه القيم وأهمها، وإلا فإن شهر رمضان هو شهر البناء والتأسيس لجميع قيم الإسلام:
 
قيمة التقوى: وهي من أهم القيم التي أراد المولى ترسيخها في الفرد والمجتمع على حد سواء، بحيث إن الآية القرآنية التي تحدثت عن تشريع الصوم ذُيلت بغاية تحقيق التقوى، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ5. وقال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  لامرأة صائمة تسب جارية لها، حيث دعاها لطعام فامتنعت لكونها صائمة: "كيف تكونين صائمة وقد سببت جاريتك؟! إن الصوم ليس من الطعام والشراب، وإنما جعل الله ذلك حجابا عن سواهما من الفواحش من الفعل والقول يفطر الصائم، ما أقل الصوام وأكثر الجواع"6.
 
قيمة الصبر: شهر رمضان يرسخ في سلوكنا قيمة الصبر، فالصائم يتحمل الجوع والعطش حتى في مواسم الصيف والحر الشديد ويصبر عليهما، بل هو غير مستعد لإبطال صيامه حتى لو اقترن جوعه وعطشه بعمل شاق ومضن كالجهاد في سبيل الله مثلا. وإن المسلمين قد حققوا أعظم الانتصارات أثناء شهر رمضان المبارك، فمعركة بدر وفتح مكة وغيرهما تشهد على ذلك. وفي قوله تعالى: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ7، فسَّر أئمتنا  عليهم السلام الصبر بالصيام8.
 
قيمة العطاء والبذل: فعن الإمام الرضا  عليه السلام حول علة تشريع الصوم: "... وليعرفوا شدة مبلغ ذلك على أهل الفقر والمسكنة في الدنيا، فيؤدوا إليهم ما فرض الله تعالى لهم في أموالهم"9. وجاء في خطبة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم  في استقبال شهر رمضان الحث على ترسيخ هذا السلوك بممارسته: "وتصدّقوا على فقرائكم ومساكينكم"10.
 
قيمة العدالة والمساواة: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الناس سواء كأسنان المشط"11، وقال أيضاً: "لا فضل لعربي على أعجمي... إلا بالتقوى"12، هذان الحديثان يحفظهما ويرددهما أغلب الناس، ولكن شهر رمضان والصوم يرسخان ممارستهما على صعيدي السلوكين الفردي والاجتماعي، قال الإمام الصادق عليه السلام: "أما العلة في الصيام ليستوي به الغني والفقير، وذلك لأن الغني لم يكن ليجد مس الجوع، فيرحم الفقير، لأن الغني كلما أراد شيئا قدر عليه، فأراد الله عز وجل أن يسوي بين خلقه وأن يذيق الغني مس الجوع والألم ، ليرق على الضعيف ويرحم الجائع"13.
 
قيمة الخضوع والعبودية لله تعالى: فالصوم يخفف من الارتباط بالمادة والأمور الدنيوية، وهذا ما يضفي على القلب صفاءً وراحة وعلى النفس لطافة وانشراحاً، فيصبح الإنسان أقرب إلى الخضوع لربه ومعرفة قيمة نفسه، وقد ورد عن الإمام الرضا  عليه السلام في علة وجوب الصوم: "...وليكون الصائم خاشعا ذليلا مستكينا مأجورا محتسبا عارفا"14.
 
قيمة اليقظة وذكر الآخرة: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  في خطبته الشهيرة: "واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه"15.
 
قيمة المعرفة والحكمة: جاء في حديث المعراج: "... قال: يا رب وما ميراث الصوم؟ قال: الصوم يورث الحكمة، والحكمة تورث المعرفة، والمعرفة تورث اليقين، فإذا استيقن العبد لا يبالي كيف أصبح، بعسر أم بيسر"16. وقال الشيخ الصدوق فيما أملى على المشايخ في مجلس واحد، من مذهب الإمامية: "ومن أحيا هاتين الليلتين17 بمذاكرة العلم فهو أفضل"18.
 
قيمة التواصل والترابط بين الأرحام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ومن وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه، ومن قطع فيه رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه"19.
 
قيمة الإرادة والعزم: الصوم له اثر كبير في تربية الإرادة الصلبة عند الإنسان. فعندما يبتعد الإنسان خلال شهر رمضان اختيارياً عن أمور اعتاد عليها في سلوكه اليومي، فمن الطبيعي أن يمتلك الإرادة التي تمكنه من التغلب على كافة الصعوبات والعوائق الحياتية. ولذلك يعتبر شهر رمضان شهر التغيير وكسر العادات وتحطيم القيود التي تستعبد الإنسان وتجعله منقاداً إليها.
 
خاتمة:
 
"اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هَذَا الشَّهْرِ، وبِحَقِّ مَنْ تَعَبَّدَ لَكَ فِيه مِنِ ابْتِدَائِه إِلَى وَقْتِ فَنَائِه: مِنْ مَلَكٍ قَرَّبْتَه، أَوْ نَبِيٍّ أَرْسَلْتَه، أَوْ عَبْدٍ صَالِحٍ اخْتَصَصْتَه، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِه، وأَهِّلْنَا فِيه لِمَا وَعَدْتَ أَوْلِيَاءَكَ مِنْ كَرَامَتِكَ، وأَوْجِبْ لَنَا فِيه مَا أَوْجَبْتَ لأَهْلِ الْمُبَالَغَةِ فِي طَاعَتِكَ، واجْعَلْنَا فِي نَظْمِ مَنِ اسْتَحَقَّ الرَّفِيعَ الأَعْلَى بِرَحْمَتِكَ..."20.

وصل اللهم على محمد وآله الطاهرين.


1- الصحيفة السجادية، مِنْ دُعَائِه عَلَيْه السَّلَامُ إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ.
2- راجع سورة القدر من القرآن الكريم.
3- وسائل الشيعة، الحر العاملي، ج 10، 313
4- سورة الأنعام، الآية 122.
5- سورة البقرة، الآية 183.
6- ميزان الحكمة، الريشهري، ج 2، ص 1688 – بتصرّف يسير.
7- سورة البقرة، الآية 45.
8- راجع البرهان في تفسير القرآن، السيد هاشم البحراني، ج 1، ص 208.
9- ميزان الحكمة، الريشهري، ج 2، ص 1685.
10- وسائل الشيعة، الحر العاملي، ج 10، 313
11- ميزان الحكمة، الريشهري، ج 4، ص 3394.
12- مسند أحمد، أحمد بن حنبل، ج 5، 411.
13- ميزان الحكمة، الريشهري، ج 2، ص 1684.
14- ميزان الحكمة، الريشهري، ج 2، ص 1684 – 1685.
15- وسائل الشيعة، الحر العاملي، ج 10، 313
16- ميزان الحكمة، الريشهري، ج 2، ص 1689 – 1690.
17- المقصود: الليلة الحادية والعشرون والثالثة والعشرون.
18- راجع مفاتيح الجنان، الشيخ عباس القمي، أعمال الليلة الحادية والعشرين من شهر رمضان.
19- وسائل الشيعة، الحر العاملي، ج 10، 315
20- الصحيفة السجادية، مِنْ دُعَائِه عَلَيْه السَّلَامُ إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ.

15-07-2014 | 11-22 د | 3375 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net