الشيخ عبد الغني الحر المتوفى سنة 1358 هـ . ترجم له البحاثة الطهراني في نقباء البشر فقال: هو الشيخ عبد الغني ابن الشيخ أحمد ابن الشيخ علي بن أحمد بن محمد بن محمود بن محمد الحر العاملي .
عالم فاضل وأديب شاعر . كان في النجف الأشرف من أهل العلم والفضلاء الأجلاء وكان على طريقة الاخيارية ، وهو شاعر مكثر لا سيما في مدح أهل البيت ورثائهم وهو سريع البديهة جداً وشعره متوسط ، طبع له (منتظم الدرر في مدح الإمام المنتظر) طبع بالمطبع الحيدرية بالنجف سنة 1339 هـ . يحتوي على 72 صفحة . توفي يوم الثلاثاء منتصف محرم الحرام سنة 1358 هـ . ودفن في الايوان الذهبي في الصحن العلوي الشريف .
مـحط رحال كل رجا وسؤلِ ومـعروفاً بـمعروف وفضل لـجى اللاجين في حرم وحِلّ وغـيث نـداء مـنهل كوبل وأحـشائي بـنار جواي تغلي فأنت القصد في تخفيف ثقلي وغيثك فيه يخصب كل محل بـدا مـني بـقولٍ أو بـفعلِ وإعزازي على ما رام ذلّي1 |
أنـختُ بباب باب الله رحلي وقـد يممت بحر ندى وجود ولذت بظل كهف حمى حسين بـنائله الـظما يروى وروداً وفدت عليك يحدوني اشتياقي رجـاءً أن تـحط الثقل عني وغوثك فيه يكشف كل خطب وغـفران الذنوب وكل وزر ونصري يا ملاذ على الأعادي |
وله شعر كثير وله تخميس التائية الشهيرة لدعبل بن علي الخزاعي والتي أولها:
تجاوبن بالأرنان والزفرات نوائح عجم اللفظ والنطقات
ومن ذكرياتي عن المترجم له أني كنت أجتمع بجملة من اللبنانيين الأفاضل ورجال العلم في الاسبوع مرة في دار العلامة المرحوم الشيخ عبد الكريم الحر وهو صهر الشيخ المترجم له فكنا نقضي ساعات من الليل في الاستماع إلى شعره الذي كان يحفظه ويردده بانشودته ونبراته ولا أنسى أن كل ما ينظم ويقرأ هو في مدح حجة آل محمد صاحب العصر والزمان الحجة بن الحسن سلام الله عليهما . أمّا ما رواه لي ولده العلامة الشيخ محمد الحر سلمه الله عن سيرة والده رحمه الله قال: كان لا يمرّ يوم من الأيام إلا ونظم من الشعر عشرات الأبيات وقد ألزم نفسه بنظم كل يوم قصيدة كاملة وملكته الشعرية وحافظته القوية وسرعة البديهة مضرب المثل ، يقول ما كنت أسمع بديوان شعر إلا واقتنيته وحفظت أكثره عنه أخدانه ومعاصروه كنا نقرأ عليه القصيدة الكاملة مرة واحدة فيحفظها ويقول ولده سلمه الله: أما الذي أدركته منه في أواخر عمره فقد قرأتُ عليه قصيدة تتكون من ستين بيتاً وهو يرغب أن يحفظها قال: إقرأ عليّ منها ثلاثين بيتاً فقط ، فقرأتُ فأعادها عليّ حفظاً ، ثم قرأت عليه ثلاثين بيتاً بعدها فأعادها عليّ حفظاً ، ويقول ولده ان مجموع ما نظمه لا يقل عن أربعة آلاف قصيدة وأكثرها في صاحب الأمر حجة آل محمد وحدّث العلامة الجليل السيد عبد الرؤوف فضل الله أنه قد سمع من المرجع الديني الورع السيد عبد الهادي الشيرازي رحمه الله كان يتحدث عن المترجم له ويقول: إن ولاء الشيخ عبد الغني الحر وحبّه لآل محمد لو وزّع على جميع أهل البلد لما دخل أحد منهم النار .
وحدّث أحد تلاميذه عن سرعة البديهة وقوة الحافظة عند الشيخ الغني فقال: كان يدرّسنا رسائل الشيخ الأنصاري عن ظهر غيب وحفظ العبارة بنصّها ، كما كان يحفظ أحاديث الكتب الأربعة ويستظهرها تماماً كما كان يحفظ القرآن الكريم ونهج البلاغة ومقامات الحريري ومقامات بديع الزمان الهمداني . وعندما يتلو بعض الفصول يهتز لها إعجاباً بها ، واذكر صوته الجهوري مضافاً إلى بسطته في العلم والجسم ونقل لي ولده بعض الاكتشافات والتجليات والكرامات التي تدل على روحانيته وشدة ولائه وعقيدته ومنها يظهر إيمانه الراسخ بالفكرة والمبدأ .
* ادب الطف - الجزء التاسع185_ 186
1- عن مجموع خطي يحتوي على اربعين قصيدة كلها في رثاء الامام الحسين وأخيه العباس ابن علي عليهم السلام وهي بخط الناظم .