السيد حسين بحر العلوم هو ابن السيد رضا ابن آية الله بحر العلوم. ولد في النجف سنة 1221 هـ ونشأ فيها وكان آية في العلم وروعة في الأدب ومثالاً في الزهد والتقوى. قال عنه الشيخ علي كاشف الغطاء رحمه الله في (الحصون المنيعة): كان علامة زمانه وفهّامة أوانه ، محققاً مدققاً فقيهاً اصولياً لغوياً ، أديباً لبيباً ، شاعراً ماهراً حسن النظم والنثر.
وقال السيد الصدر في (تكملة أمل الأمل): كان من أكبر فقهاء عصره وأعلمهم ، وأحد أركان الطائفة تفقه على صاحب الجواهر وصار من صدور تلامذته مرشحاً للتدريس العام ، وترجم له كثير من الباحثين وذكروا تلامذته من فطاحل العلماء.
وفي مقدمة الجزء الأول من (رجال السيد بحر العلوم) قال: وقد أصيب بعد وفاة استاذه ـ صاحب الجواهر ـ بوجع في عينيه أدى بهما الى (الكفاف) فأيس من معالجة أطباء العراق وذكر له أطباء ايران فسافر الى طهران سنة 1284 هـ وآيسه أيضاً أطباء طهران فعرّج إلى خراسان للاستشفاء ببركة الإمام الرضا عليه السلام ، فمنذ أن وصل إلى خراسان انطلق بدوره إلى الحرم الشريف ووقف قبالة القبر المطهر وأنشأ قصيدته المشهورة ـ وهو في حالة حزن وانكسار ـ وهي طويلة مثبتة في ديوانه المخطوط ، ومطلعها
كم أنحلتك ـ على رغم ـ يد الغير فلم تدع لك من رسم ولا أثر
إلى قوله
فـمن سـناه ضياء الشمس والقمر |
يـا نـيراً فـاق كل النيرات سنى |
وما ان أنهى انشاء القصيدة حتى انجلى بصره وأخذ بالشفاء قليلاً قليلاً فخرج من الحرم الشريف إلى بيت اعدّ لاستقراره وصار يبصر الأشياء الدقيقة بشكل يستعصي على كثير من المبصرين وذلك ببركة ثامن الأئمة الإمام الرضا عليه السلام. وبقي مدة في خراسان ثم قفل راجعاً إلى العراق ـ مسقط رأسه وجعل طريقه على بلاد (بروجرد) وبقي هناك ينتهل أرباب العلم من فيوضاته مدة لا تقل عن السنتين وخرج منها الى العراق فوصل النجف الاشرف سنة 1287هـ وظل مواضبا على التدريس وإقامة الجماعة حتى ودّع الحياة يوم الجمعة 25 ذي الحجة الحرام 1306 ودفن بمقبرة جده السيد بحر العلوم. له من المؤلفات رسائل في الفقه والاصول ، وشرح منظومة جده بحر العلوم وديوان شعر كبير أكثره في مدح ورثاء أهل البيت.
قال في الحسين
واسـتـلم فـيه مـقاما فـمقاما |
حـيّ أطـلالا بـنعمان رماما |
*ادب الطف ـ الجزء الثامن68_ 71