الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

التصنيفات
الخطابة الحسينية والتناسب الخطابي
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

بسم الله الرحمن الرحيم

يعتبر الخطاب والخطيب في التبليغ جزءاً من النشاط ويشكل المخاطبون الجزء المكمل. وعلى المبلغ أن يعرف من هم المخاطبون ليقدم ما يناسبهم من خطابٍ. أما الجهات والجوانب التي ينبغي على الخطيب الحسيني رعايتها وهي تعود للمخاطبين عبارة عن:

ألف- العمر؛ يجب أن يعلم المبلغ اعمار المخاطبين، ليقدم ما يتناسب مع أعمارهم، وهذا يعني أن على المبلغ أن ينظم مضمون خطابه وقالبه بما يتناسب مع أعمار المخاطبين. والإنسان يحتاج في كل مرحلة عمرية إلى ثقافة معينة وهذه الثقافة لا يمكن تأديتها إلا بلغة خاصة. فعلى المبلغ أن ينشط لتكون الثقافة التي يقدمها مناسبة للمرحلة العمرية وعليه أن يلتفت إلى أهمية اللغة التي يجب عليه أن يخاطب الناس بها. وعلى المبلغ أن يخاطب الأطفال والناشئة بأسلوب عاطفي يثير الأحاسيس. وأن يقدم لهم معلومات تناسب مستواهم العمري وعليه أن يستعين بالتشبيه والاستعارة لتسهل مخاطبتهم ويكون الخطاب نافعاً.

ب- من المناسب التفكيك بين الذكور والإناث، حيث ينبغي على المبلغ أن ينظم مطالبه ويقدمها بما يتناسب مع كل فئة من هاتين الفئتين، على أساس أن روحيات وحاجيات واستعدادات كل فئة تختلف عن الأخرى. والمبلغ لا يمكنه الغفلة عن هذا التفكيك. وأما تقديم خطاب موفق وموجه إلى الذكور والإناث فهذا يتطلب معرفةً بالخصائص والروحيات المحيطة بكل فئة.

ج- الحاجات؛ لعل من أبرز وأهم الأمور التي ينبغي ملاحظتها في التبليغ، حاجات المخاطبين. وهذا يعني التعرف على احتياجاتهم الفكرية والثقافية والأخلاقية. وعليه أن يدرك مكامن الضعف والنقص ليتمكن من تنظيم الأولويات التبليغية. عندما يدرك المخاطبون أنهم لا يستفيدون شيئاً من خطاباتنا، أو عندما يشعرون بعدم وجود رابط بينهم وبين الخطابات التي نقدمها، عند ذلك لن يكونوا على استعداد لسماع الخطابات أو قراءة المطالب. وهذا يعني أنهم سيبتعدون عنا ويلجؤون للآخرين.

د- اللغة والثقافة: تمتاز أكثر الدول بأن أهلها يمتلكون ثقافات ولغات متعددة تختص كل واحدة بقسم أو جزء من أهالي هذه الدول. ومن هنا ينبغي على المبلغ الاهتمام بالثقافة واللغة الرائجتين في مكان التبليغ إذ عليه أن يقدم ما يتناسب معهما1.
وقد تحدثت الآيات القرآنية الشريفة حول هذا الأمر، . يقول الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ﴾2.

هـ- عقل وإدراك المخاطبين؛ يجب أن يعلم المبلغ أن الناس يختلفون من الناحية العمرية ويختلفون أيضاً من الناحية العقلية. ومن هنا يجب عليهم مخاطبة الناس بما يتناسب مع عقولهم والامتناع عن تقديم الأمور التي تفوق قدرتهم على الإدراك والفهم.
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "ما كلم رسول الله صلى الله عليه وآله بكنه عقله قط. وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إنا معاشر الأنبياء أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم"3.

و- الموقع والظرفية: يجب أن يلتفت المبلغ إلى أهمية الموقع الذي يعيش فيه وظرفية وسعة المخاطبين ليكون عمله مؤثراً. هذا يعني أن إسقاط البرامج التبليغية على الناس أمر غير مقبول على الإطلاق، بل ينبغي أن يكون العمل والبرنامج التبليغي منطلقاً من علاقة وعشق الناس بها. ومن أبرز الأمور التي تؤدي إلى عدم اهتمام المخاطب بالتبليغ عبارة عن عدم لحاظ مسألة الوقت والمكان، والأوضاع الجوية، والنور والصوت.. ويجب الامتناع عن الخطابات والمقالات الطويلة. قال الإمام علي عليه السلام : "إياك وكثرة الكلام فإنه يكثر الزلل ويورث الملل"4. وقد أوصى الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله بهذه المسألة: "عن عمار بن ياسر: قال: أمرنا رسول الله بإقصار الخُطب"5. وقال الإمام علي عليه السلام : "من أطال الحديث فيما لا ينبغي فقد عرض نفسه للملامة"6.

ز- الأدوات والوسائل الحديثة: يجب أن يُعدّ المبلغ نفسه للتبليغ متسلحاً بالقضايا والأمور المناسبة للعصر. وقد أرسل الله تعالى كل رسول بما يناسب العصر الذي أرسل فيه. قال ابن السكيت لأبي الحسن عليه السلام : لماذا بعث الله موسى بن عمران عليه السلام بالعصا ويده البيضاء وآلة السحر؟ وبعث عيسى بآلة الطب؟ وبعث محمداً صلى الله عليه وآله بالكلام والخطب؟ فقال أبو الحسن عليه السلام : إن الله لما بعث موسى عليه السلام كان الغالب على أهل عصره السحر، فأتاهم من عند الله بما لم يكن في وسعهم مثله، وما أبطل به سحرهم، وأثبت به الحجة عليهم، وإن الله بعث عيسى عليه السلام في وقت قد ظهرت فيه الزمانات واحتاج الناس إلى الطب، فأتاهم من عند الله بما لم يكن عندهم مثله، وبما أحيى لهم الموتى، وأبرأ الأكمه والأبرص بإذن الله، وأثبت به الحجة عليهم. وأن الله بعث محمداً صلى الله عليه وآله في وقت كان الغالب على أهل عصره الخطب والكلام وأظنه قال: الشعر فأتاهم من عند الله من مواعظه وحكمه ما أبطل به قولهم وأثبت به الحجة عليهم. فقال ابن السكيت: تالله ما رأيت مثلك قط فما الحجة على الخلق اليوم؟ فقال عليه السلام : العقل، يعرف به الصادق على الله فيصدقه والكاذب على الله فيكذبه. فقال ابن السكيت: هذا والله هو الجواب7.

* ف. خسروي‏- بتصرّف


1- ميزان الحكمة، ج‏4، ص‏234.
2- سورة إبراهيم، الآية: 4.
3- أصول الكاف، ج‏1، ص‏28.
4- ميزان الحكمة، ج‏8، ص‏439.
5- المصدر نفسه، ج‏3، ص‏49.
6- المصدر نفسه، ج‏8، ص‏439.
7- أصول الكافي، ج‏1، ص‏28.

11-11-2013 | 13-22 د | 2134 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net