بسم الله الرحمن الرحيم
... عندما كنا في بدايات العمر وقبل المراهقة كان يحلو لنا أن نندس بين كهول قريتنا وشيوخها يعقدون الدواوين في أزقة القرية ليتحدثوا عن شجون وشؤون الزمان وأهله... وكان أكثر ما يغري فضولنا ما نسمعه منهم من أحاديث عن أحداث وناس آخر الزمان وغير ذلك.
وكم سمعنا بعضهم يعلق عقب مرور امرأة متبرجة سافرة قائلاً: قربت الساعة... الله يستر... فيرد آخر ليسأل على شو الله يستر؟ فيأتي الجواب: إن من علامات آخر الزمان أن تكون النساء كاسيات عاريات...
ولوهلة ترانا أخذنا بهذا التعليق لنحسب فعلاً أن ما نراه، هذا هو وصفه وأننا في عصر هذا النوع من النساء...
ولكن بعد أن مد لنا الله في الأعمار إلى هذا الزمن بان أننا وذلك المرحوم كنا على خطأ... ربما كان ذلك الزمن زمن التخفف من الثياب... لصالح ابداء الجسد واظهاره...
ولكن الزمن الحالي نرى شيئاً آخر لا ندري كيف تسلل وراج ومن روّج له...
في المشهد نساءٌ يرتدين ثياباً تغطي كامل الأبدان ولكنها ضيقة جداً إلى حد أنها تحكي كلَّ ما تحتها ولا تبخل بابداء أيِّ من المحاسن... ويرافق ذلك تبرج فاقع ناهيك عن أساليب المشي والكلام وغير ذلك...
مما يدفعنا إلى غبطة ذلك الشيخ على رحيله عن الدنيا قبل أن ترى عيناه ما ابتليت برؤيته عيوننا.
... فهل نحن في آخر الزمان...
لأن ما في شوارعنا وقرانا وفي محافلنا، في هذا الزمن...
نساء كاسيات... نعم كاسيات ولكن!!!