بسم الله الرحمن الرحيم
يقال أن الأخفش وهو أحد أئمة اللغة وفي أيام دراسته كان يتهرب زملاؤه من مباحثه ومذاكرته الدروس بسبب كونه دميم الخلقة...
ولأن الأخفش حاذق نبيه عنت له فكرة لتعويض هذا الإعراض من زملائه... وهذه الفكرة اقتضت بأن يشتري رأس ماعز ذكراً فيستعيض به عن زملائه...
ولعل مذاكرة الأخفش لرأس الماعز كانت لطيفة خفيفة لم يلجأ معها ولا مرة إلى استخدام قرونه وإنما كل ما كان يفعله هو هز رأسه أو اصدار صوته المعتاد وللأخفش أن يفسر ذلك كما يحلو له.
وفي هذا الزمن الرديء بسبب بعض الحكام الذين يعتلون رقاب شعوبهم... ويمتهنون الكذب والنفاق والتلفيق حتى لا يظهر إلى أي مدى أصبحت خلقهم دميمة... فلينصحهم ناصح بأن يستبدلوا شعوبهم بقطعان من الماعز تقبل على دميم الخلقة وبشاعة المنظر وليخطبوا فيها وليخاطبوها فإن أصدرت أصواتها لم يكن أحد أقدر منهم على تأويلها وتفسيرها... وإن هزت رؤوسها كان القبول والرضا... ولكن أوليس هؤلاء يعاملون شعوبهم كما كان يعامل الأخفش معزته فهنيئاً للأخفش معزته...
ولا هنأ الله هؤلاء...