الصدق في اللغة: المطابقة ويقابله الكذب وهو: اللا مطابقة. وكثر استعماله في
مطابقة الكلام الإخباري للمخبر به، أو لاعتقاد المخبر أو لكليهما، بل قد قيل: إن
هذا هو معناه الحقيقي وغيره مجاز، ويستعمل الصدق في الاعتقاد المطابق للواقع وفي
الفعل الموافق للقول، وفي كل فعل خارجي إذا وقع على النحو الذي يترقب ويليق. فيقال:
صدق في ظنه، وصدق في وعده، وصدق في قتاله وعطائه.
والصديق: كثير الصدق أو من لم يكذب قط، أو من لا يقدر على الكذب إلا بعسر؛
لاعتياده بالصدق. والصديقون: قوم من الناس يتلون تلو الأنبياء كما قيل. والمراد
بالبحث هنا: الصدق في الكلام أو ملكة الصدق فيه. ويقع الكلام في غيره أيضاً
بالمناسبة. وقد ورد في الكتاب الكريم أن (هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم)[1] أي:
صدقهم فيما اعتقدوا وتكلموا وعملوا. وقال تعالى: (رجال صدقوا ما عاهدوا الله
عليه)[2] وهذا صدق في العمل على طبق العهد.
وورد في النصوص: أن الله لم يبعث نبياً إلا بصدق الحديث وأداء الأمانة[3]، أي: كان
النبي المبعوث متلبساً بالصدق في كلامه، أو أن وجوب الصدق في الحديث كان من أحكام
شريعته.
وورد أنه: لا تغتروا بصلاة الرجل وصيامه حتى تختبروه بصدق الحديث[4].
وأن: من صدق لسانه زكى عمله[5].
وأنه: يجب تعلم الصدق قبل الحديث[6]، أي: قبل مطلق الكلام، أو قبل نقل الرواية عن
أهل البيت (ع).
وأن علياً (عليه السلام) بلغ ما بلغ به عند النبي الأعظم بصدق الحديث[7]. فيجب على
كل أحد أن يلتزم به.
وأن الصادق في القول أول من يصدقه الله تعالى حيث يعلم أنه صادق، ثم تصدقه نفسه
فيعلم أنه صادق[8].
وأن الرجل ليصدق حتى يكتبه الله صديقاً[9]، أي: من الصادقين.
وأن زينة الحديث الصدق[10].
وأن الأحسن من الصدق: قائله[11].
وأنه: ألزموا الصدق فإنه منجاة[12].
وأنه: ثلاث يقبح فيهن الصدق: النميمة، وإخبارك الرجل عن أهله بما يكرهه، وتكذيبك
الرجل عن الخبر[13].
وأن المسلم إذا سئل عن مسلم فصدق وأدخل على ذلك المسلم مضرّةً كتب من الكاذبين،
وإذا كذب فأدخل عليه منفعة كتب عند الله من الصادقين[14].
وأنه: يحرم الصدق ويجب الكذب عند التقية، وقد ذكر في بابها.
* آية الله الشيخ علي المشكيني
[1] المائدة: 119.
[2] الأحزاب: 23.
[3] الكافي: ج2، ص104 ـ وسائل الشيعة: ج13، ص223 ـ بحار الأنوار: ج11، ص67 و ج71،
ص2 و ج75، ص116.
[4] الكافي: ج2، ص104 ـ الوافي: ج4، ص429 ـ بحار الأنوار: ج71، ص2.
[5] الكافي: ج8، ص219 ـ الخصال: ص88 ـ بحار الأنوار: ج69، ص385 و ج71، ص3 و ج103،
ص225.
[6] الكافي: ج2، ص104 ـ وسائل الشيعة: ج8 ص514 ـ بحار الأنوار: ج71، ص3.
[7] الكافي: ج2، ص104 ـ بحار الأنوار: ج71، ص5.
[8] نفس المصدر السابق.
[9] الكافي: ج2، ص105 ـ بحار الأنوار: ج71، ص6 ـ مستدرك الوسائل: ج8، ص456.
[10] بحار الأنوار: ج71، ص9 و 17.
[11] بحار الأنوار: ج71، ص9.
[12] نفس المصدر السابق.
[13] نفس المصدر السابق.
[14] بحار الأنوار: ج71، ص11.