عناصر الخطابة
ألف: الشكل الظاهري للخطابة.
ب: مضمون الخطابة.
ولكل واحد من المحورين المتقدمين عوامل متعددة تجعل الخطابة مؤثرة.
وعلى هذا الأساس يجب الانتباه في الخطابة إلى أمور أهمها:
1 ـ إقناع المخاطب بالمسألة (بالبرهان والدليل).
2 ـ جذب انتباه المستمعين (من خلال الآداب وأحوال المتحدث).
3 ـ تأثير الكلام (من خلال التحريك العاطفي والنفسي).
وتتكون الخطابة من حيث الشكل من الأمور التالية:
1 ـ المقدمة وبيان الموضوع.
2 ـ التحدث حول أصل الموضوع.
3 ـ ذكر بعض الحكايات والتمثيلات المناسبة.
4 ـ تنظيم البحث بشكل لائق.
5 ـ النتيجة وختم الكلام.
ـ المقدمة: يفترض بجميع الخطباء الشروع بمقدمة تكون مدخلاً للكلام تبين للمستمعين الموضوع ومحاوره، وأهمية البحث. ويجب تنظيم المقدمة بما يتناسب مع الخطيب والموضوع والجلسة والمخاطبين.
الأفضل رعاية الأمور الآتية في المقدمة:
1 ـ أن تناسب مقتضى الحال وموقع الجلسة.
2 ـ أن تكون طبيعية بعيدة عن التصنع.
3 ـ غير طويلة بحيث لا تؤدي إلى الملل 1.
4 ـ ذات صلة بالبحث (رعاية براعة الاستهلال).
5 ـ أن لا تكون وعوداً غير عملية.
6 ـ هادئة ثقيلة وأن تبدأ بوقار.
7 ـ الابتعاد في المقدمة عن مدح الذات أو إظهار العجز.
8 ـ يفضل تنظيم المقدمة بعد إعداد البحث لأن المقدمة عبارة عن نافذة على الأبحاث الأساسية.
ـ تنظيم المضمون:
يقع بعض الخطباء في مشكلة عدم وجود مضمون ومحتوى لديهم، ويقع البعض الآخر في مشكلة عدم الترتيب, على هذا الأساس يجب على المبلغ أن يقدم مضموناً غنياً، مفيداً، جَذَّباً، بنَّاءً وجديداً، كذلك يجب أن يهتم بطريقة تقديم المطالب بحيث تكون متسلسلة ومنسجمة ومتصلة.
يجب أن يتوفر في البحث نقاط ومسائل أساسية:
• أن يمتلك شروعاً حسناً, وخاتمة مناسبة.
• الابتعاد عن تكرار المطالب.
• أن يكون كل بحث في مكانه يحكمه نوع من النظم المنطقي.
ويمكن التمثيل للخطابة الحسنة والسيئة من خلال ترتيب الأعداد:
الخطابة الحسنة: مثل ترتيب الأعداد 1، 2، 3، 4، 5، 6 (بشكل مرتب).
الخطابة السيئة: مثل ترتيب الأعداد 2، 1، 4، 3، 5، 6 (بشكل غير مرتب).
الخطابة الأكثر سوءً: مثل 2، 1، 3، 2، 1، 6 (عدم الترتيب والتكرار) 2.
الخطابة كالبنَّاء أو الخياطة إذ تحتاج إلى خطة ومضمون، وكما تحتاج في البناء إلى الخريطة والهدف والمواد والبنّاء، وفي الخياطة إلى تحديد نوع اللباس، الشكل أو الموديل، القماش والخياط، كذلك نحتاج في الخطابة إلى الهدف منها، الخطة والخريطة الكلية، المواد الأولية والمطالب، الجمال والظرافة المناسبة. وكما نحتاج في المشاريع إلى الخطط التي تنفذ خطوة بعد أخرى كذلك تحتاج الخطابة الموفقة إلى خريطة وخطة يتم تنفيذها بالتدريج ويمكن تأمين أهداف الخطيب. على هذا الأساس يجب بداية تحديد الموضوع، ثم يجب التفكير في جزئياته وفروعه، ثم إعداد المواد والمطالب الضرورية لكل منها، ثم تنظيم المطالب وإعطاءها الصورة النهائية ثم إلقاءها 3.
ويمكن المشاورة لتحديد ماذا يجب أن نتحدث، وماذا يجب أن نقول حول الموضوع الفلاني والمناسبة الفولانية. عندما تشاور شخصاً حول موضوع خطابك، فإن رأيه يفيد في اغناء بحثك ويفيد أيضاً في انتقال ذهنك من خلال البحث الذي جرى ليدرك مسائل ومفاهيم أخرى ذات صلة. ولعل "تداعي المعاني" هي أفضل وأهم ثمرات استشارة الآخرين.
مجلة مبلغان
1-يقول الإمام علي عليه السلام: آفة الكلام الإطالة.
2-فن الخطابة"، الدكتور مظلومي، ص14.
3- راجع مراحل الكتابة في بحث أسلوب الكتابة وهو ضمن مجموعة "الأساليب" من تأليف الأستاذ جواد محدثي.