الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1647 15 جمادى الثانية 1446 هـ - الموافق 17 كانون الأول 2024 م

السيّدة الزهراء (عليها السلام) نصيرة الحقّ

وَهِيَ الْحَوْرَاءُ الْإِنْسِيَّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع مختلف فئات الشعب بشأن التطوّرات في المنطقةانتظار الفرجمراقباتمراقباتيجب أن نكون من أهل البصائر ومن الصابرين كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء القيّمين على مؤتمر إحياء ذكرى شهداء محافظة أصفهانفَمَا وَهَنُوا وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا

العدد 1646 08 جمادى الثانية 1446 هـ - الموافق 10 كانون الأول 2024 م

وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ

من نحن

 
 

 

التصنيفات
أسلوب الحكمة والموعظة الحسنة
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

ما المراد من الحكمة؟
الحكمة تعني: العلم والمنطق والاستدلال، فأوّل خطوة على طريق الدعوة إلى الحقّ هي التمكّن من الاستدلال وفق المنطق السليم. والهدف هو تحريك العقول، والنفوذ إلى داخل فكر الناس. قال الله تعالى: ﴿وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرً40.

وفسّر الإمام الكاظم عليه السلام الحكمة في آية: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ لهشام بن الحكم بالفهم والعقل41.

وعرّفها الراغب بقوله: "الحكمة إصابة الحقّ بالعلم والعقل. فالحكمة من الله تعالى معرفة الأشياء وإيجادها على غاية الإحكام، ومن الإنسان معرفة الموجودات وفعل الخيرات..."42.

ما المراد من الموعظة الحسنة؟
الموعظة هي الخطوة الثانية في طريق الدعوة إلى الله تعالى،بالاستفادة من عمليّة تحريك الوجدان الإنسانيّ، وذلك لما للموعظة الحسنة من أثر فاعل على عاطفة الإنسان وأحاسيسه، ومعناها:
"النصح والتذكير بالعواقب. وقال ابن سيده:هو تذكيرك للإنسان بما يليّن قلبه من ثواب وعقاب"43.
عن أمير المؤمنين عليه السلام: "المواعظ صقال النفوس، وجلاء القلوب"44.

ما المراد بالمجادلة بالّتي هي أحسن؟
قال الشيخ الطوسي: الجدال بالّتي هي أحسن: "فتل الخصم عن مذهبه بطريق الحجاج"45 .
أو هو أن يجادلهم على ما قد يحتملونه، كما جاء في الحديث: " أُمرنا معاشر الأنبياء أن نكلّم الناس على قدر عقولهم"46.
ويرى العلّامة الطباطبائيّ: أنّه "الحجّة الّتي تُستعمل لفتل الخصم عمّا يصرّ عليه وينازع فيه من غير أن يريد به ظهور الحقّ، بالمواخذة عليه من طريق ما يتسلّمه هو والناس أو يتسلّمه هو وحده في قوله أو حجّته"47 .

الفرق بين الحكمة والموعظة:

الحكمة يراد بها التعليم والإرشاد والنصيحة، أمّا الموعظة فيراد بها التذكير وإلفات نظر من يعرف ويعلم ولكنّه في غفلة أو تغافل أو تجاهل ما يعرف.
الحكمة يراد بها مكافحة الجهل، والموعظة يراد بها مكافحة الغفلة والتغافل.
فالحكمة فكرة وتعقّل، أما الموعظة فهي لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ.
الحكمة تزيد الإنسان وجداناً ذهنياً، أمّا الموعظة فهي توقظ الذهن للاستفادة من الوجدان.
الحكمة مصباح وسراج، أمّا الموعظة فهي إلفات النظر إلى ذلك الضياء.
الحكمة للفكرة، والموعظة للتفكّر.
الحكمة ترجمان العقل، والموعظة ترجمان الروح والأحاسيس والعواطف.

من أين نأخذ الحكمة والموعظة؟
يُفرّق بين الحكمة والموعظة الحسنة أيضاً: بأنّ لشخصيّة الواعظ - الّذي تتوفّر فيه صفات خاصّة كالتديّن والإخلاص - في الموعظة دوراً بارزاً، أمّا الحكمة فهي "ضالّة المؤمن يأخذها حيث وجدها"48 ولو من فم فاسق أو فاجر أو غادر أو خاسر أو كافر!

الحكمة جوهرة يأخذها المؤمن أينما وجدها ولو في فم كلب أو سبع! ففي الحكمة لا مانع من اختلاف الأرواح بين الناطق بها والسامع.
أمّا في الموعظة فلا بدّ من ارتباط بينهما واتّصال، وحينئذ يكون كما قيل: "ما خرج من القلب دخل في القلب، وما خرج من اللسان لم يتجاوز الآذان".

الموعظة من أهم أبواب نهج البلاغة:
إنّ 86 خطبة من مجموع 240 خطبة من نهج البلاغة، خطب موعظة أو فيها موعظة. منها ثلاث خطب طويلة تختصّ بالموعظة: هي الخطبة 174 الّتي تبتدئ بقوله عليه السلام: انتفعوا ببيان الله... والخطبة القاصعة 192، وخطبة المتّقين 193.

وإنّ 25 كتاباً من مجموع 80 كتاباً من نهج البلاغة، كتب مواعظ أو فيها موعظة، ثلاث منها أيضاً كتب طويلة تختصّ بالموعظة: هي الكتاب: 31 إلى ولده الإمام الحسن عليه السلام أو محمّد ابن الحنفية - كما في ابن ميثم البحرانيّ وتحف العقول - وعهده إلى مالك الأشتر النخعيّ حينما ولّاه مصر، والكتاب 45 إلى عثمان بن حنيف الأنصاريّ واليه على البصرة.

مواضيع وعظه عليه السلام:
إنّ مواضيع وعظه عليه السلام مختلفة ومتنوّعة، مثل:
التقوى، والتوكّل، والصبر، والزهد، والتحذير من الاغترار بالدنيا، ورفاهية العيش، وهوى النفس، وطول الأمل، والعصبية للعصبة، والظلم والجور، والتفرقة، والترغيب في الإحسان، والمحبّة، والأخذ بيد المظلومين، وحماية الضعفاء والمساكين، والاستقامة، والقوّة والفتوّة والمروءة، والشجاعة والبسالة والبطولة، والوحدة، والعبرة، والفكرة، والمحاسبة، والمراقبة، واغتنام العمر، وتذكّر الموت وشدائده وسكراته، وما بعده، وأهوال القيامة..

دروس ثورة سيّد الشهداء عليه السلام للمبلّغين:
يجب على كافّة الوعّاظ وخطباء المنبر الحسينيّ الالتفات إلى هذا المعنى؛ وهو أنّه لو لم تكن ثورة سيّد الشهداء عليه السلام لما كان باستطاعتنا اليوم تحقيق هذا النصر. وأنّ وحدة الكلمة الّتي كانت وراء انتصارنا، هي وليدة مجالس العزاء والمآتم ومجالس تبليغ الإسلام ونشره.. وأنّ سيّد المظلومين هيّأ لأبناء الشعب وسيلة تحقّق لهم وحدة الصفّ وتكاتفهم دون أدنى جهد. لقد جعل الإسلام من المساجد خنادق، حيث أضحت مكاناً للتجمّعات ووسيلة لتحقيق أهداف الإسلام والنهوض بمسؤولياته، لا سيّما ثورة الإمام الحسين عليه السلام، حيث علّمنا كيفية التصرّف في ساحة الصراع وخارج ميدان المعركة، وكيف يتسنّى للمناضلين والمقاتلين الدفاع عن أهدافهم وتطلّعاتهم وكيف ينبغي أن يتصرّف أولئك الموجودون خلف جبهات القتال.

علّمنا الإمام الحسين عليه السلام كيفيّة خوض الصراع بفئة قليلة وكيفيّة التصدّي للحكومة المستبدّة الّتي تفرض هيمنتها على كلّ شي‏ء.. كلّ ذلك علّمنا إيّاه سيد الشهداء وأهل بيته العظام.
كما علّمنا الإمام السجّاد عليه السلام - نجل الإمام الحسين عليه السلام - كيف ينبغي التصرّف بعد تلك الواقعة، وهل يجب الاستسلام أم تقليص حجم الجهاد، أم العمل مثلما فعلت الحوراء زينب عليها السلام إثر تلك المصيبة العظمى الّتي تضاءلت دونها المصائب، حيث صمدت وتحدّت الكفر والزندقة، وخطبت كلّما سنحت لها الفرصة وأوضحت ما يجب إيضاحه.
كما اضطّلع الإمام السجّاد عليّ بن الحسين عليه السلام بمسؤولية التبليغ بما يبعث على الفخر رغم المرض الّذي أقعده.

صحيفة الإمام، ترجمة عربية، ج‏17، ص: 5354


41- انظر: الكافي، الشيخ الكليني، ج 1، ص 16.
42- مفردات غريب القرآن، الراغب الأصفهاني، ص 127.
43- لسان العرب، ابن منظور، ج 7، ص 466.
44- ميزان الحكمة، محمّد الريشهري، ج4، ص3576.
45- التبيان، الشيخ الطوسي، ج 6، ص 440.
46- بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج 1، ص 85.
47- تفسير الميزان، السيّد الطباطبائي، ج 12، ص 371.
48- عوالي اللئالي، ابن أبي جمهور الإحسائي، ج 12، ص 371.

06-10-2016 | 16-55 د | 1525 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net