ومن أهم الخصائص الّتي يجب على المبلّغ الدّيني امتلاكها:
- التواضع:
﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾[1].
المـُراد من التّواضع والخضوع أن لا يرى الإنسان نفسه أفضل وأرفع من غيره[2].
يقول الإمام الصّادق(عليه السّلام): “من التواضع أن:
1- ترضى بالمجلس دون المجلس.
2- أن تسلّم على من تلقى.
3- أن تترُك المراء وإن كنت محقًّا.
4- أن لا تحب أن تحمَد على التّقوى”[3].
وكذلك يقول الإمام الرّضا(عليه السّلام): “التواضع أن تعطي الناس ما تُحب أن
تُعطاه”[4] .
لمن نتواضع؟
1- في محضر الله تعالى[5]، والقرآن الكريم[6].
2- أمام النّبي (صلّى الله عليه وآله) والأئمّة الطّاهرين (عليهم السّلام)[7] .
3- الأب والأم[8].
4- الأستاذ والمعلّم[9].
5- طالب العِلم[10].
6- المؤمنون[11].
7- الزّوجة والأولاد[12] والضّيوف[13].
8- الصّاحب في السفر[14].
9- جميع النّاس[15] (إلاّ بعض الموارد المستثناة).
لمن يجب أن لا نتواضع له[16] ؟
1- المتكبّرون.[17]
2- الأثرياء لأجل غناهم.[18]
3- الكافر المـُعاند والمحارب.[19]
4- المتجاهرون بالذّنب.[20]
آثار التّواضع في التبليغ:
ذكرت المصادر الدِّينية ثماراً وفوائِدَ هامّة للتّواضع[21]. وإذا
تجلَّت فينا - نحن المبلّغون- هذه الصفة فسنستفيد حينئذٍ من ثمارها في تفعيل عملنا
التّبليغي:
1- المحبّة والودّ.
2- النّظم.
3- الرّفعة والمنزلة.
4- السّلامة.
5- المهابة.
6- لا يسأم من طاعة الله تعالى.
7- يكُن أعقل الناس.
8- عِمران الحكمة والمعرفة في قلبه.
9- إنتشار الفضيلة.
10- الحدّ من الظّلم والتعدّي على الآخرين.
11- الفاصل والحاجز بين الإنسان والشيطان.
وغيرها من الثّمار الّتي ذكرت في محلها.
كيف نحصّل التّواضع؟
من جملة الأسباب والعوامل الّتي تساعد على التّواضع:
1- سلامة الصّدر وطهارة القلب والرّوح.
2- العِلم.
3- معرفة عظَمة خالق الوجود[22].
4- معرفة قَدْرِه وحدِّه. قال الإمام علي (عليه السّلام): “من وقف عند قَدْرِه
أكرمه النّاس، ومن تعدّى حدّه أهانه النّاس”[23].
[1] سورة الشعراء، الآية 215.
[2] مقتبس من معراج السعادة، ص221- 227.
[3] الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص122.
[4] المصدر نفسه، ج2، ص123.
[5]
﴿إِنَّ الّذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ
أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾(سورة هود، الآية 23).
[6]
﴿وَلِيَعْلَمَ الّذينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ
فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ...﴾(سورة الحج، الآية 54).
﴿ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً
مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ...﴾(سورة الحشر، الآية 21).
[7] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج72، ص132.
[8]
﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ...﴾(سورة الإسراء، الآية
24)
[9] "وتواضعوا لمن طلبتم منه العلم" (العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج2، ص 41).
[10] "وتواضعوا لمن تعلِّمونه العلم" (بحار الأنوار، ج2، ص41).
[11]
﴿...وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ (سورة الحجر، الآية 88).
[12] بحار الأنوار، ج70، ص208- 209 (تواضع النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) في
بيته)
[13] بحار الأنوار، ج72، ص118 (تواضع الإمام علي(عليه السّلام) مع ضيفه).
[14] سفينة البحار، ج2، ص578 (تواضع الإمام السجاد(عليه السّلام) مع الصاحب في
السفر).
[15]
﴿وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ...﴾ (سورة لقمان، الآية 18).
[16] نقطه هاى آغاز در اخلاق عملى، ج1، ص694- 698. (البداية في الأخلاق العملية)،
بتصرف.
[17] قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) "إذا رأيتم المتواضعين من أمتي فتواضعوا
لهم، وإذا رأيتم المتكبرين فتكبروا عليهم، فإن ذلك لهم مذلّة وصغار". معراج
السعادة، ص229).
[18] قال الإمام علي(عليه السّلام): "من أتى غنياً فتواضع له لغناه ذهب ثلثا دينه"
(نهج البلاغة، الحكم 228).
[19]
﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالّذينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ
رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ...﴾ (سورة الفتح، الآية 29). وأما الكفّار المسالمون للمسلمين
فلا مانع من إظهار المحبّة والاحسان إليهم:
﴿لاَ يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الّذينَ
لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ
تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ...﴾ (سورة الممتحنة، الآية 8).
[20] انظر: تفسير نور الثقلين، ج2، ص118، وسائل الشيعة، ج8، ص431- 432.
[21] ميزان الحكمة، ج10، ص500- 511.
[22] ميزان الحكمة، ج10، ص500- 511.
[23] غرر الحكم، ج5، ص333، ج 8617 و8618.