إذا كنا لا ننتفع من القران فالسبب هو ضعف يقيننا، ولذا فإن أحوالنا لن تتغير حتى
إذا رأينا الإمام عليه السلام، ويكون حالنا كحال البعض ممن كانوا في زمان حضور
الأئمة عليهم السلام كمثل ذلك الشخص الذي قال للإمام الجواد عليه السلام: أظنك
سكراناً؟ فقال له الإمام عليه السلام: "اللهم إن كنت تعلم أني أمسيت لك صائماً
فأذقه طعم الحديد وذلّ الأسر"، فما أسرع أن هلك ذلك الشخص.
إن الإمام عليه السلام والقرآن يختلفان عن كتاب رستم واسفنديار. فهل نحن من أهل
القران أم لا؟
نقضي العمر ونحن ندعو بتعجيل فرج الإمام عليه السلام، فحذار أن لا نكون منهم. ماذا
تقول آية "ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى..."، هل
الأمور التي تذكرها الآية هي من باب فرض المحال وخلاف الواقع ؟ أم هي تريد أن تقول:
إن أهل القرآن يستطيعون أن يأتوا بكل هذه الأعمال بواسطة القرىن. نقل الجاحظ وهو
أحد علماء العامة قوله: إني قرأت الخطبة الفلانية لأمير المؤمنين عليه السلام
أربعين مرة وكنت استفيد منها في كل مرة شيئاً جديداً. والقرآن أيضا كذلك فان
الإنسان يستطيع من خلال مطالعة القرآن والتأمل والتدبر في آياته أن يستفيد أشياء
جديدة لم يكن قد توصل إليها قبل ذلك.
كتاب: في مدرسة آية الله الشيخ بهجت المقدس