تنتشر المضايف في العراق عندما نخرج من المدن في وسط الطرق والقرى الواقعة على
المفترقات حيث تمتد المضايف بين كل فرسخ او بين فرسخين. ويأتي اصحاب هذه المضايف
ليقفوا في طريق الزوار والمسافرين ويدعوهم للمضيف ولا يدعونهم يتحركون من اماكنهم
مالم يتناولوا وجبة طعام من غذاء او عشاء. وكان كل شيخ من شيوخ قبائل العرب يقيم
مضيفا له صغيرا او كبيرا بحسب قدرته واستطاعته، يقول أحد الاشخاص: كان لعمي مضيف في
العشار والبصرة وكان يحتفظ في المضيف بمائة طغار من الرز بحسب المتداول عندهم
لإطعام الزوار، واذا لم يتيسر لديه في بعض السنين سوى ثمانين طغارا مثلا فقد كان
يقترض عشرين طغارا اخرى لتتم المائة لديه. فلو كانت تتم مساعدة الفقراء بهذا النحو
في جميع بلاد المسلمين فهل كانت دعاية الشيوعيين في الدفاع عن طبقة الفقراء والعمال
ستجد لها مجالا مفتوحا في الدول الاسلامية وبلاد المسلمين؟ انهم يريدون السيطرة على
اموال الاغنياء بحجة نصرة الطبقة الفقيرة وقد حدث هذا وسيطروا بالفعل على اموالهم.
في مدرسة اية الله الشيخ بهجت المقدس