يقول الإمام الخامنئي دام ظله:
هناك فرق أساسي بين التّبليغ عند الشيعة وعلمائهم وبين غيرهم، فتبليغ العلماء للدين
ليس وظيفة تقرّرها الدولة أو مجرّد بعثة رسميّة جافّة، بل إنّ للدّوافع الشخصيّة
ومن بينها الدوافع المعنويّة الإلهيّة وكذلك الأذواق أثراً في ذلك أيضاً وهذا يشكّل
نقطة قوّة. أمّا في باقي الأديان والمذاهب فيوجد أيضاً تبليغ ويتّخذ أحياناً أسلوباً
ينبغي علينا أن نحتذيه في خطواتنا التي نتّخذها في تكميل أمر التبليغ، ولكن في
الوقت نفسه فإنّ جوهر العمل عندنا - نحن علماء الشيعة - جوهر خاص فالتّكليف الإلهي
هو الذي يدفع الشخص أكثر من أيّ شيء آخر لأن يتبلّغ، وهذا لا يعني عدم وجود الدوافع
الماديّة فأداء الواجب الإلهي بالنسبة إلى المبلّغ لا يتنافى مع بعض الدوافع إلّا
أنّ مجرّد إقدام أحد العلماء باختياره على التبليغ إذا كان مُخلصاً ومتقرّباً إلى
الله وملتفتاً إلى فوائد التبليغ المعنويّة يفتح ساحة العمل أمامه، وهذا وحده يُعدُّ
أمراً مهمّاً وهذه فرصة ذهبية موجودة بأيدينا.
* التبليغ الوظيفة الأولى 25 شعبان 1416 هـ.