يقول الإمام الخامنئيّ دام ظلّه:
إنّ الدين الإسلامي هو دين التبليغ، صحيح أنّنا في الدين الإسلامي المقدّس لدينا
جهاد من أجل تحقيق الأهداف الإلهيّة والإسلاميّة، إلّا أنّ الأصل هو التبليغ
والتبيين. فللجهاد فلسفة أخرى، الجهاد لمواجهة الطُغاة والظلمة وموانع التبليغ
وانتشار نور الإسلام، ومتى ما غاب المانع، أو وُجد ولم يكن الجهاد، فإنّ السبيل
الأساس للإسلام هو التبليغ... فلم يُقصَ التبليغ عن حياة المسلمين منذ ألفٍ
وأربعمائة عام. لاحظوا أنّ التبليغ للإسلام عمّ آفاق العالم. وحالياً كلّما اتّجهتم
نحو المناطق الواقعة شرق إيران تجدون أغلب المسلمين قد أسلموا بالموعظة والتبليغ
والدعوة قبل السيف، ما الذي قاد إلى إسلام كلّ هؤلاء المسلمين في الصين؟ من الذي
دعا سكان ماليزيا وأندونيسيا والفليبين والمناطق التي يقطنها المسلمون إلى الإسلام؟
أكان التهديد بالسيف؟ لو كان لسيف السلطان محمد الغرنوي من تأثير، فإنّ تأثيره
تجلذى في تحريض الناس ضدّ الإسلام. إنّ سيوف المغول في الهند وأكبر شاه وجهانكير
شاه وأورنك زيب وأمثالهم. وهم معروفون والآن يتفاخر البعض بهم؛ كانت منشأ لظهور
أعداءً لدودين للمسلمين، ولقد أدّت سيوف المغوليين إلى ظهور السيخ في الهند. السيف
لا يجعل المرء مسلماً من أعماق قلبه. فمسلمو الهند لم يُسْلِموا بالفتح الجهاديّ بل
بالدعوة، انظروا ما يفعله الهنود عند قبور العرفاء الإيرانيّين الذين كانوا في
الهند، لأنّهم من ثمار تبليغهم، لقد نهض شخصٌ عارف وعالم وواعظ روحانيّ،شخصٌ مثلي
ومثلكم، وتوجّه إلى هناك وكان فعله الوحيد أنّه أعرض عن الأصدقاء والديار، ولم
يخلُد إلى الأرض فجاهد نفسه، وذهب إلى منطقة في الهند؛ وأقام فيها نحو أربعين أو
خمسين عاماً، فأسلم عدد من الناس على يديه. هكذا انتشر الإسلام "يجلب بعضه بعضاً"
فإذا أسلم شخص قاد إلى إسلام مئة آخرين.
من خطاب لسماحته في منظّمة الاعلام الإسلامي 6/2/1372هـ.ش