يقول الإمام الخامنئي دام ظلّه:
يجب، في الظروف الراهنة، على الحوزة العلمية في قم أولاً؛ وبعدها بقية الحوزات
العلمية حيث الأرضية مهيّأة لتبليغ الإسلام وصوتنا يصل إلى أقصى نقاط العالم. أن
يتّسع عملنا التبليغي أكثر من السابق؟ فثمّة فرق بين اليوم الذي كانت فيه دائرتنا
التبليغية عبارة عن جلسة تضم خمسين أو مئة أو خمسمائة شخص في أبعد الحدود، وتنعقد
في مسجد ويتحدّث فيها عالم بصفة إمام جماعة أو خطيبٍ، وبين يومنا الحاضر حيث ينتظر
الناس نشاطنا التبليغي في كلّ نواحي البلد والمجتمع. "كم يوجد من الشباب
المتلهّفين لمعرفة شيء عن الدين! كم من الأفراد المتعلّمين وذوي الفهم الذين كانوا
حتى الأمس منفصلين عملياً عن الدين والمعرفة الدينية، لكن الحكومة حضتهم اليوم على
فهم الدين والإتجاه إليه، هؤلاء يرغبون في أن يفهموا شيئاً عن الدين"[1].
قيمة الأشياء ليست مطلقة ومتساوية في كلّ مكان، فمثلاً إِن الماء الزلال الذي هو
أساس الحياة الإنسانية، له قيمة وسط الصحراء، وقيمة أخرى قرب النهر، وكذلك التبليغ،
فعندما تقل الحاجة إليه أو حينما يزداد عدد المبلّغين، فإنّ قيمته لا تكون كبيرة،
إلّا أنّها تزداد إذا ازدادت الحاجة إلى التبليغ وانخفض عدد المبلّغين، لأنّ
الإعلام المضاد للدين والإسلام، والذي تتحكّم فيه القدرات العالمية وتوظّف فيه أحدث
الأساليب والطرق؛ قد بلغ أقصى مداه[2].
[1] خطاب القائد أساتذة الجامعات 24/08/2011م.
[2] خطاب القائد لقاء جزاء مجلس القيادة 16/09/2012م.