يقول الإمام الخامنئي دام ظله:
أصبح من الواضع لدى الجميع أن "التبليغ" هو المهمّة الأساسيّة لعلماء الدين. وما
دراستنا وتفكيرنا وبحثنا وعثورنا على الشذرات والدُرر النفيسة في المعارف الإسلامية
من كنوز النصوص الإلهيّة، وكلّ هذه الأعمال القيّمة التي تعدّ واجباً على كلّ واحد
منا، إلّا مقدّمة لتبليغ دين الله وتبليغ الحق، فالمعارف والحقائق الإلهيّة أمانة
يجب إبلاغها إلى الناس كما هي، فالتبليغ معناه الإيصال، فالحقيقة الخالصة، والإسلام
الخالص الذي كان سماحة الإمام الخميني قدّس سرّه يركّز عليه إلى هذا الحدّ هو من
أجل أن نبلغ هذا الزاد - الذي يغذّي الأفكار والعقول والقلوب - إلى الناس خالصاً
نقياً لا تشوبه شائبة ولا يمازجه غشّ وبعيداً عن الزوائد والنواقص التي أحدثتها فيه
الأيدي الخائنة الأثيمة أو الغافلة الجاهلة. وهذه هي أكبر أمانة إلهيّة في أعناقنا
﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَ﴾ (سورة
النساء، الآية 58). فإنّ أكبر وأنفس وأغلى وأثمن أمانة وضعها الباري تعالى في
رقابنا هي المعارف والحقائق الإلهية.
من خطاب لسماحته بعنوان "التبليغ أمانة إلهية" بتاريخ 14 شعبان 1419هـ.