يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه):
التبليغ للإسلام يهدف لنشر الإسلام النقي والصافي الخالي من الشوائب، في مُقابل
الإسلام المزيّف، وغير الخالص، والذي دُسَّت فيه الأفكار المتباينة والأذواق
المتنوّعة والتعصّبات والجهالات والآراء المتحجّرة والخُرافات.
هذا أيضاً هدف من الأهداف السامية جدّاً لتبليغ الإسلام إذ أنّ الإسلام وكما نعلم
قد خرج عن صفائه وتألُّقه ونقائه الأوّل عبر القرون المختلفة التي مرّت عليه، والتي
كانت مليئة بأصناف الأذواق وأنواع الظروف الإجتماعيّة وبمختلف أشكال التدخُّلات
وممارسة القوى الكبرى التي فرضت هيمنتها ونفوذها وبشتّى أصناف النظرات الضيّقة أو
الأفكار الأجنبيّة الدخيلة المختلفة.
ولا شكّ في أنّ الإسلام النقيّ والصافي هو اليوم في متناول أيدينا لأنّ القرآن بين
ظهرانينا، ولأنّ السُّنّة المطهّرة والنقيّة هي الآن في متناول أيدينا. أمّا تلك
الفئات والشخصيّات، وأولئك المفكّرون وخصوصاً الجماهير الذين لم يحاولوا أن يعيدوا
الإسلام إلى مصادره الأصيلة ويقارنوه بما هو موجود في القرآن الكريم والسنّة
النبوية ويُفرزوا الغثّ من السمين؛ فإنّهم قد ابتَلوا بأنواع الانحرافات في مجال
العقيدة والعمل بالإسلام وهذه حقيقة قائمة في هذا الزمن.
إذن؛ فإنّ أحد أهداف التبليغ والدعوة إلى الإسلام هو عَرْض الإسلام النقيّ الخالِص
والمصفّى من الشوائب والمنزّه عن هذه الأخلاط والأشياء الغريبة عنه والإضافات
المدسوسة فيه. وكلّ واحدة من هذه المهام لها متطلّباتها ومستلزماتها.
محاضرات القائد الفكر الأصيل منظّمة الإعلام الإسلاميّ 1410هـ.