بعد أن سلّمنا بأهمّيّة التبليغ والمنبر وخطورته، يطرح هذا السؤال نفسه، وهو: ما
الذي ينبغي أن نقوله للناس؟ وهذا هو القسم الأهمّ من حديثي، بل هو الأصل. فإذا
أهملنا الإجابة عن هذا السؤال، ولم نهتمّ بما ينبغي أن نقوله، فمن المحتمل أن نكون
أمام حقيقةٍ مُرّةٍ، وهي أن تكون هذه الجهود القيّمة جميعها ذاتَ مردودٍ وأثرٍ
سلبيٍّ ضارٍّ مئةً بالمئة.
وإذا تمّ التفكير بما ينبغي طرحه في التبليغ، فإنّ هذا سيعود بالمنفعة على هذا
الكيان الضخم...
إذًا، ما الذي ينبغي أن نطرحه ونتحدّث عنه عند القيام بمهامّ التبليغ؟
أقول: يجب أن نتناول المواضيع الأكثر أهمّيّةً. قد يكون هناك موضوعٌ هو في ذاته
جيّدٌ جدًّا، لكنّه ليس مهمًّا؛ فمثلًا، قد يحتاج الإنسان أن يتعلّم كيف ينقذ نفسه،
فيأتي أحدكم ويحدّثه عن نظافة الفم والأسنان! وكما هو معروفٌ لدينا، فإنّ نظافة
الفم والأسنان أمرٌ ضروريٌّ جدًّا، ولكنّ هذا الشخص في الحال الحاضر يعاني من مرضٍ
مُهلكٍ.
إذًا، لا بدّ أن نلحظ ما هو المهمّ مِن الذي هو أكثر أهمّيّةً، وأن نتحدّث
بالمواضيع التي هي أكثر أهمّيّةً من غيرها. يجب أن نتناول الإجابة عن هذه
الاستفهامات التي قد تؤدّي بالشباب إلى الضلال...
خطاب القائد، خبراء مجلس القيادة 16/9/2010م.