في موضوع تحديد نوعيّة المخاطَب، أودّ الإشارة إلى أنّ الغالبيّة العظمى ممّن ينبغي أن يتوجّه إليهم المنبر التبليغيّ بالخطاب، هم شريحة الشباب، ويعود سبب ذلك إلى العوامل الآتية:
أوّلاً: لأنّ الشباب يشكّلون اليوم أغلبيّةً من مجموع أبناء الشعب. ثمّة بعض البلدان يشكّل فيها الشباب أقلّيّة، إلّا أنّ الشباب في بلدنا يشكّل أكثريّة عظمى لأسباب معروفة، وهي أنّ أكثر من ثلثي الشعب هم من الشباب، وهذا ما يوجب طبعاً توجيه الخطاب إليهم أكثر من غيرهم.
ثانياً: انطلاقاً من هذه الحقيقة، دأب أعداء هذه الثورة، وأعداء الدين منذ فترة طويلة على التخطيط لمخاطبة هؤلاء الشباب. وإذا كنّا نحن غفلنا فإنّ العدو لم يغفل، وهو يحاول اجتذاب الشباب والسيطرة على عقولهم وأفكارهم عبر الإذاعات والكتب والوسائل والأساليب المتناسبة مع طبائعهم وشهواتهم. وهذا سبب آخر يدعوكم إلى إعطاء اهتمام أكبر للشباب.
ثالثاً: إنّ الشباب أكثر قبولاً وأسرع تقبّلاً من غيرهم؛ لأنّهم يحملون قلوباً نيّرة، لم تتلوّث بعد بقدر تلوّث قلوب من تصرَّمت من أعمارهم سنوات طويلة من أمثالي، ولم تقسُ أفئدتهم بعد، ويمكنهم بكلّ سهولة إدراك الحقيقة والاستجابة لها، وهذا أيضاً سبب آخر للتركيز على هذه الشريحة.
إذاً، يجب عليكم منذ بداية التفكير بالتبليغ، واختيار الموضوع الذي تتحدّثون فيه عن الدين والأخلاق وكلّ ما يجب قوله، أن تجعلوا هدفكم هو مخاطبة الشباب، ومن الطبيعيّ أن تحديد نوعيّة المخاطب يؤثّر على اختبار نوعيّة المضمون.
(من كلام للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 24 ذي الحجّة 1418ه)