إنّ عالمَ اليوم يتطلّب وجودَ الإسلام الحقيقيّ، ولا بدّ لنا من استخدام المصطلحات الإسلاميّة نفسها في سبيل تبيين أحكام الإسلام للناس، وأن لا تستخدم مصطلحات الثقافة الغربيّة التي لا تعبّر عن المفاهيم الإسلاميّة على نحو دقيق. وهذا ليس نابعاً من نظرة متعصّبة، فنحن لا نريد التعامل مع الثقافة الغربيّة تعاملاً يشوبه التعصّب؛ إنّما نؤمن بتلاقح الثقافات، ونرى أنّ بإمكان الثقافات الاستفادة من بعضها. وقد استفدنا نحن من شتّى التجارب، حتّى أنّ الإسلامَ في صدره الأوّل اقتبس من ثقافة الروم ومن الثقافة الفارسيّة، ونحن أيضاً نستفيد اليوم من الثقافات الأخرى.
إنّ ما أُحذِّر منه هو التقهقر والاندحار أمام الثقافة الغربيّة، وأنا أحول دون ذلك، وأُنذِر بخطره. ولا شكّ في أنّكم جميعاً تدركون هذا المعنى، وعلى معرفة به، وليس جديداً عليكم.
(من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 28 محرّم 1419ه)