إنّ التبليغَ في عهد حاكميّة الإسلام يمثّل الدينُ فيه نُظمَ الحياة، ومن بينها السياسة وإدارة الحكومة والعلاقات الخارجيّة، ومواقف المسلمين إزاء التيّارات السائدة في العالم، والقضايا الاقتصاديّة، وعلاقات الأفراد في ما بينهم، والتمسّك بالأخلاق في مختلف جوانب الحياة؛ فالدين مجموعةُ نُظُمٍ تشتمل على الشؤون الفرديّة الخاصّة، وكذا القضايا الواجب تأديتُها بشكلٍ جماعيّ، مضافاً إلى ما يتعلق بمصير العالم أو مستقبل ذلك البلد، وعندما نريد أن نبلّغَ فالتبليغ يعني هذا كلَّه... وحينما تريدون إرشاد الناس، عليكم بتحرّي منتهى الدقّة في الاختيار، أرشدوهم إلى ما تُسألون عنه غداً أمام الله... حذارِ أن يتصوّر أحدٌ من العلماء أن لا تكليفَ عليه في هذه القضايا، ويظنّ أنّ للناس أن يفعلوا ما شاؤوا.
أنتم -أيّها العلماء- بإمكانكم مساعدة الناس في هذا الصدد، فالناس تثق بالعلماء أكثر من أيّ شخص، الناس يرَون العلماءَ أمناءَهم، وإذا ما ساعدوهم في هذا المضمار يقع كلامُهم موقع قبولٍ عندهم...
(من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 23 شعبان 1415هـ)