قامت فاطمة الطاهرة (سلام الله عليها) بدور قائد حقيقيّ، كما قال إمامنا الخمينيّ العظيم: «لو كانت الزهراء رجلًا، لكان نبيًّا!»، وهذا كلامٌ عجيبٌ وعظيمٌ جدًّا، لا يمكن أن يُسمع إلّا من لسان شخص كالإمام العظيم، الذي كان عالمًا، وفقيهًا أيضًا، وعارفًا كذلك، ولقد قال هذا الكلام. هذه هي الزهراء؛ قائدةٌ بكلّ ما تنطوي عليه الكلمة من معنى، مثل نبيّ، مثل هادٍ للبشريّة جمعاء. تظهر الزهراء المرضيّة، الفتاة الشابّة، بهذه المرتبة والمنزلة. هذه هي امرأة الإسلام.
حسنًا، نحن نمدح ونواصل الثناء وذكر الفضائل. نعم، فائدة هذا الأمر أنّ ذكر مناقب هؤلاء العظماء يُنير قلبَ الإنسان، ويقوّي عقيدتَه، ويزيد عشقه ومحبّتَه، وهذا جيّد. ولكن ثمّة حقائق أخرى توجد وراء هذا كلّه. هذه هي المرأة في منطق الإسلام. وإذا ببعض الجهلة الغافلين يطعنون في نظرة الإسلام إلى المرأة، ويتبجّحون بأقاويل الغربيّين الناقصة والضعيفة والمليئة بالإشكالات. كم هو خاطئ ومنحرف هذا التفكير!
إنّ فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) هي امرأةٌ إسلاميّةٌ، امرأةٌ في الحدّ الأعلى لنموذج المرأة الإسلاميّة؛ أي إنّها على مستوى قائد، وتبلغ من الفضائل والمناقب والحدّ الوجودي، ما يؤهّلها لأن تكون نبيًّا. هذه المرأة نفسها، تؤدّي دور الأمّ، ودور الزوجة، ودور ربّة البيت، انتبهوا لهذا، هذا ما يجب فهمه. ومع ذلك، نرى أولئك المخدوعين الغافلين المنبهرين بأقاويل الغرب الزائفة -وماذا عسى المرء أن يقول- [فهؤلاء] عليهم ألّا يحقّروا مهمَّة إدارة المنزل هكذا! أن تكون المرأة ربّة بيت فمعناه تربية الإنسان ومعناه إنتاج أعلى وأسمى نتاجٍ ومحصول في عالم الوجود، أي الإنسان. هذا هو معنى ربّة البيت.
(من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 19/03/2017م.)