الأُنس بالقرآن ينمّي المعرفة الإسلاميّة في أذهاننا ويعمّقها. إنّ الشقاء الذي تعانيه المجتمعات الإسلاميّة هو بسبب بُعدها عن القرآن وحقائقه ومعارفه. والأشخاص المسلمون الذين لا يفهمون معاني القرآن، ولا يأنسون بها، وضعهم معلوم. لكن حتّى أولئك الذين يفهمون القرآن، وهو نازلٌ بلغتهم، فلأنّهم لا يتدبّرون آياتِ القرآن، لا يتعرّفون حقائقَه، ولا يأنسون بها.
الأنس بالقرآن معناه تلاوته وإعادة تلاوته وتدبّر مفاهيمه واستيعابها... وإدراك مضامين الآيات القرآنيّة، والتفكّر والتأمّل فيها. لو تأمّلنا في آيات القرآن الكريم، فإنّ إرادتنا وثباتنا ستتعزّزان وتزدادان. فهذه الآيات القرآنيّة هي التي استطاعت يوماً ما أن تربّي أناساً لينهضوا لمقارعة عالم الكفر والظلمات. وهذه المعارف هي التي حرّكت شعبنا العظيم وجهّزته لمواجهة العالَم المتحضّر بظلام جاهليّته، الجاهليّة الحديثة وجاهليّة القرن العشرين. نتمنّى أن يصير شعبنا أكثر قرباً من القرآن والحقائق القرآنيّة يوماً بعد يوم.
(من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 30/03/1990م)