الشهداء مؤثِّرون. لأنّهم أحياء هم يؤثِّرون في بيئة الحياة للأحياء. إنّهم يؤثِّرون فينا ويعملون علينا. هذا مذكور أيضاً في الآية الشريفة، فـ[الشطر] المكمِّل لهذه الآية الشريفة من سورة آل عمران: ﴿وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾[1]. الآن في ﴿أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ﴾ [إذا] أعدنا هذا الضمير ﴿عليهم﴾ إليهم، أو إلينا نحن في هذه الدنيا، فلن يختلف الأمر؛ النتيجة أنّهم يقولون لنا: إنّ طريق الجهاد في سبيل الله قد يتخلّله صعوبات ما -بالطبع فيه صعوبات- لكن له عاقبة جيّدة جدّاً. ففي ختام هذا الطريق ونهايته لا خوف ولا حزن. هذا مهمّ جدّاً. حسناً، الإنسان يتحمّل مشكلة ما، لكن في نهاية هذا الطريق الذي تمشونه ﴿أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾؛ لا خوف ولا حزن، وهذان العاملان هما اللذان يؤذيان الإنسان. هذا كلام صريح لـلقرآن معنا. في الحقيقة إنّ هذا العدد الكبير من الشهداء يمنح الطمأنينة لقلوبنا. ذلك المجتمع المؤمن الذي يريد أن يخطو في طريق الله، ويعمل وفقاً لمرضاة الله، يطمئنّ قلبه برسالة الشهداء هذه -رسولُها هو الله نفسه- ويدرك أنّ من الممكن التحرّك والمضيّ قُدماً في هذا الطريق بأمل. حسناً، طمأنة القلب تمنحنا الحركة أيضاً، وتمنحنا السعي.
(من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 11/09/2022م)
[1] سورة آل عمران، الآية 170.