توصية مهمّة للغاية هي التواصل مع الشباب؛ من أجل هذا عليكم الجلوس والتفكير في توفير آلية عمل، فالتواصل مع الشباب ليس على هذا النحو: أن تقولوا للشباب أن يأتوا، فينهضون ويأتون! عليكم أن تجلسوا وتفكّروا في إيجاد حلّ، وأن تجدوا آليّة عمل. اليوم، ثمّة مجموعات عفويّة ومجهولة الاسم ومنخفضة التكلفة وغير مدّعية، تنفّذ أعمالاً ثقافيّة واجتماعيّة، وتقدّم خدمات في أنحاء البلاد كافّة. إنّها موجودة في كلّ مكان من البلاد. لأنّني مهتمّ بهذه المجموعات -أحياناً يتّصلون ويقولون أو يطلبون شيئاً ما- أعلم أنّ ثمّة الآن مجموعات مثل هذه في أنحاء البلاد شتّى، وفي المدن كلّها تقريباً، المدن الكبيرة والصغيرة. ابحثوا عن هؤلاء في مدينتكم، واعثروا عليهم، وساعدوهم، وامسحوا على رؤوسهم بيد الحنان، فهؤلاء مجموعة شابّة. اجلسوا مع الطلّاب الجامعيّين الشباب والطلّاب الحوزويّين الشباب -توجد اليوم في معظم مدننا الجامعات والحوزات العلميّة أيضاً... حسناً هؤلاء كلّهم شباب- وتحدّثوا معهم، واذهبوا إلى مؤسّساتهم ومدارسهم وجامعاتهم. تحدّثوا معهم وادعوهم.
إنّ التواصل مع الشباب مفيد لإمام الجمعة نفسه، وله فوائد معنويّة؛ لأنّ الأجيال تنتج عادة وبطبيعة الحال لغةً جديدة، وفكراً جديداً، وأدباً جديداً؛ فلا تبتعدوا عن هذه الحركة الجديدة للشباب. عندما تذهبون وتدخلون بين هؤلاء، وتجدون الأُنس معهم، ستصيرون أكثر دراية بلغتهم وأدبهم ومصطلحاتهم. هذا سيساعدكم كثيراً على التواصل معهم، خاصّة مع المجموعات التعبويّة؛ فتردّدوا واجلسوا مع هؤلاء الشباب الطيّبين في المحافظات والمدن كافّة.
(من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 27/07/2022م)