تتمثّل النقطة المركزيّة لهويّة الحضارة الغربيّة في الفصل بين الدين والتقدّم. هذه هي النقطة المركزيّة: إذا أردتم أن تتقدّموا، فعليكم أن تضعوا الدين جانباً؛ أيْ لا إشكال في أن يكون لديكم معتقدٌ شخصيّ، لكن يجب ألّا تُدخِلوا الدينَ في شؤون الحياة إذا أردتم أن تتقدّموا. هذه هي النقطة الأساسيّة والمركزيّة لهويّة الحضارة الغربيّة. لقد استهدفت الجمهوريّة الإسلاميّة هذا المركز تحديداً، وأطلقت النار، وأصابت الهدف.
دخلت الجمهوريّة الإسلاميّة الميدان بشعار الدين، وإلى جانب أنّها استطاعت أن تحافظ على نفسها، استطاعت أن تنمو، وأن تنشر هذا المنطق، وأن ترسّخه. ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ﴾[1]، هذه الآية نفسها التي تلوتها. الجمهوريّة الإسلاميّة دحضت بوجودها الهويّة المركزيّة للحضارة الغربيّة، ووضعتها على المحكّ. حسناً، إنّهم غاضبون. هؤلاء غاضبون. حقيقة القوى الغربيّة هي مافيا، وعلى رأس هذه المافيا الصهاينة والتجّار اليهود البارزون والسياسيّون التابعون لهم، وتُشكّل أميركا واجهة عرضهم، وهم منتشرون في كلّ مكان. هذه هي القوّة الغربيّة. حسناً هذه لا يمكنها تحمّل هذا الأمر. كلّ يوم تفكر في أن تفعل شيئاً، وأن توجّه ضربة إلى الجمهوريّة الإسلاميّة.
(من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 27/07/2022م)
[1] سورة إبراهيم، الآية 24.